مجتمع مدني في قابس يدق ناقوس الخطر حول التدهور البيئي المستمر

أطلقت العديد من الجمعيات والمنظمات بولاية قابس، بمشاركة فرع المحامين الجهوي، نداءً مشتركًا يعبر عن قلق بالغ إزاء تردي الأوضاع البيئية والصحية والاجتماعية في المنطقة. وقد أشار هذا البيان، الصادر يوم 11 أكتوبر 2025، إلى أنّ استمرار السياسات غير المسؤولة والمماطلة في الوعود الرسمية فاقم من معاناة سكان قابس، ليجعلهم رهائن لتلوث الصناعات الكيميائية والإقصاء التنموي المستمر.

وجاء في نص البيان أن الجهة تعيش على وقع أخطار متزايدة بسبب التسربات الغازية السامة والانبعاثات الضارة من المجمعات الصناعية، ما تسبب في تدهور صحة المواطنين وارتفاع حالات الأمراض التنفسية وأمراض السرطان. وأبرزت الجمعيات الموقعة أنّ السلطات لم تنفذ تعهداتها السابقة بشأن تفكيك أو نقل الوحدات الصناعية خارج المناطق السكنية، رغم تصاعد الاحتجاجات الشعبية والمتكررة للمجتمع المدني.

ودعت المنظمات السلطات الجهوية والوطنية إلى تحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية عبر اتخاذ إجراءات فعلية وجادة ووضع خطط واضحة وعاجلة للحد من مصادر التلوث. وطالبت كذلك بضرورة كشف حقيقة التسريبات الأخيرة للغازات السامة خلال شهر سبتمبر الماضي، والتي ألحقت أضرارًا مباشرة بعدد من السكان، مجددة مطالبتها بفتح تحقيق شفاف ونشر نتائجه للعموم.

وشدد نص البيان على أهمية الاستثمار في مشاريع تنموية نظيفة ومستدامة تساهم في خلق فرص عمل وتعزيز جودة الحياة، بعيدًا عن الخيارات الصناعية الملوثة التي أثبتت الأيام فشلها في ضمان حياة كريمة للمتساكنين. كما عبرت المنظمات عن استعدادها لمواصلة النضال السلمي والتنسيق مع كافة الأطراف للضغط على صانعي القرار حتى يستعيد أبناء قابس حقهم في بيئة سليمة وحياة صحية.

يعكس هذا التحرك الجماعي تصاعد الوعي بخطورة الوضع البيئي في قابس وإصرار المجتمع المحلي على الدفاع عن حقه في العيش الكريم، في ظل ما يعتبره الكثيرون تقاعسًا واضحًا من جانب السلطات تجاه معالجة هذا الملف المزمن.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *