محكمة تونسية تصدر حكماً نهائياً بالسجن المؤبد على شاب لارتكابه جريمة قتل في حق سائق تاكسي
أصدرت إحدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس، نهاية الأسبوع الماضي، حكماً يقضي بالسجن المؤبد ضد شاب أُدين بتهمة القتل العمد ومصادرة أموال الضحية وسرقة سيارته، وذلك في منطقة الكرم الغربي بالعاصمة.
وأفادت مصادر قضائية أن وقائع القضية تعود إلى ليلة وقعت فيها جريمة مروعة، حيث أقدم المتهم وهو في متوسط العشرينيات من عمره، على تنفيذ اعتداء وحشي ضد سائق تاكسي خلال ساعات متأخرة من الليل. وأظهرت التحقيقات أن الجاني هاجم الضحية حين كان ينقل أحد الزبائن في منطقة الكرم، وقام بتوجيه طعنات قاتلة إليه أودت بحياته فوراً، ثم استولى على أمواله وهاتفه الجوال قبل أن يلوذ بالفرار بسيارة التاكسي.
وجاء كشف ملابسات الجريمة بعد أن عثرت السلطات الأمنية على السيارة المسروقة في منطقة مجاورة وبداخلها بعض مقتنيات الضحية، كما تمكنت من تحديد هوية المتهم والقبض عليه بعد تحريات موسعة. وخلال جلسات الاستماع والتحقيق، اعترف المتهم بالفعل المنسوب إليه مبرراً فعلته بمحاولة الحصول على المال بطريقة سهلة وسريعة نتيجة ظروف اجتماعية صعبة بحسب تصريحه، إلا أن المحكمة رأت أن الجريمة اقترنت بعوامل التشديد لما اتسمت به من عنف وسرقة بعد القتل.
وأكدت هيئة المحكمة في حيثيات حكمها على أهمية حماية سائقي التاكسي والعاملين في المهن الميدانية، وشددت على أن مثل هذه الجرائم الخطيرة لا يمكن التسامح معها. وأشادت بالدور الذي لعبته الوحدات الأمنية في الكشف عن ملابسات الجريمة بسرعة وإحالة الجاني للعدالة.
يذكر أن القضية أثارت جدلاً كبيراً في الأوساط الاجتماعية، خاصة في صفوف سائقي التاكسي الذين أعربوا عن مخاوفهم المتزايدة إزاء حوادث السطو والاعتداء. وطالب ممثلو القطاع الجهات الرسمية بتشديد العقوبات على مرتكبي مثل هذه الجرائم وتعزيز الإجراءات الأمنية ضماناً لسلامة العاملين والمواطنين على حد سواء.
بهذا الحكم الصادر، أغلقت المحكمة فصلاً من إحدى القضايا الجنائية البارزة في العاصمة تونس، مؤكدة التزام القضاء بتطبيق العدالة وحماية المجتمع من أخطار العنف والجريمة.