مسرح «التياترو» ينتقد محدودية دعم البنوك للثقافة في تونس

أعلن مسرح «التياترو» التونسي مؤخرًا عن انتهاء علاقته التعاقدية مع بنك «BIAT» حول ملف الرعاية الثقافية، بعدما اعتبر القائمون على المسرح أن قيمة الدعم المالي المقدم لم يكن كافيًا للوفاء بالاحتياجات التشغيلية الأساسية حتى لشهر واحد، واصفينه بأنه «بضعة مئات من الدنانير» فقط.

وقد أثار هذا القرار جدلًا حول واقع تمويل القطاع الثقافي من طرف المؤسسات البنكية في تونس، خاصة في ظل الأرباح المرتفعة التي تحققها البنوك سنويًا، مقابل دعم محدود للأنشطة الاجتماعية والثقافية. ويرى متابعون أن هذا الحادث يعكس ضعف انخراط النظام البنكي في تحريك الاستثمار الثقافي، رغم الدور المحوري الذي تلعبه المؤسسات الثقافية المستقلة مثل التياترو في المشهد الإبداعي الوطني.

من جهته، أكد مدير المسرح أن هذا النوع من الشراكات يجب أن يتجاوز المجاملة الرمزية ويترجم إلى التزام حقيقي ومستدام يدعم المشاريع الثقافية بشكل فعلي، معتبرًا أن السينما والمسرح والفنون تقدم فرصًا فريدة للاستثمار المجتمعي، ليس فقط من منظور الربح المادي بل أيضًا من جهة المسؤولية الاجتماعية.

كما دعا عدد من الفنانين والفاعلين الثقافيين إلى مراجعة سياسات الرعاية والتمويل، منوهين إلى التفاوت الملحوظ بين تقارير أرباح البنوك واستثماراتها الضئيلة في الثقافة. وأشاروا إلى أن بناء علاقة متوازنة بين قطاع الأعمال والمؤسسات الثقافية سيساهم في إحياء المشهد الفني ودعم استمرارية المبادرات الإبداعية.

تجدر الإشارة إلى أن العديد من المؤسسات الثقافية في تونس تعاني من محدودية الموارد المالية، وتعتمد بشكل رئيسي على الشراكات مع القطاع الخاص والمؤسسات البنكية، في غياب دعم حكومي كافٍ. ويؤكد المهتمون أن تعزيز دور البنوك في رعاية الثقافة سيعود بالنفع على المجتمع ككل، من خلال خلق بيئة محفزة للإبداع وفتح آفاق جديدة لإشعاع الثقافة التونسية.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *