مشروع السبيخة للطاقة الشمسية: خطوة كبيرة نحو استقلال الطاقة في تونس
تسعى تونس في السنوات الأخيرة لتسريع التحول نحو مصادر الطاقة المتجددة، ويعد مشروع محطة السبيخة للطاقة الشمسية بولاية القيروان من أبرز علامات هذا التحوّل.
بحسب مصادر رسمية وتقارير متخصصة، تجاوزت نسبة إنجاز المحطة 60% حتى منتصف عام 2025، ومن المرتقب أن يبدأ تشغيلها الفعلي مع نهاية نوفمبر من نفس العام. يمثل هذا المشروع نقلة نوعية في مجال الطاقات النظيفة بالبلاد وأحد أكبر مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص في البنية التحتية التونسية.
تُقدّر القدرة الإنتاجية للمحطة بنحو 230 ميغاواط، ما يعادل حوالي 1.3% من إجمالي استهلاك الكهرباء الوطني، وهذه النسبة من شأنها أن تخفّض العبء على الشبكة الوطنية وتدعم استقلال القرار الطاقي للدولة. وبفضل الدعم الهيكلي الدولي والمحلّي، يتوقع أن تسهم المحطة في تقليص نفقات إنتاج الكهرباء بنحو 25 مليون دينار سنويًا، بالإضافة إلى تقليل الانبعاثات الكربونية وتحسين جودة البيئة في الجهة.
لا يقتصر أثر المشروع على الجانب الطاقي فقط، بل يمتد ليشمل خلق فرص عمل جديدة خلال مرحلتي البناء والتشغيل، وإطلاق ديناميكية اقتصادية على مستوى المنطقة.
يُشار إلى أن محطة السبيخة تندرج ضمن خطة وطنية أوسع لتعزيز الطاقة المتجددة، حيث تعتزم تونس بلوغ نسبة 35% من الطاقات النظيفة في مزيجها الكهربائي بحلول عام 2030، الأمر الذي يضع البلاد على خارطة الدول الرائدة إقليمياً في هذا القطاع.
هكذا تمثل محطة السبيخة قصة نجاح تونسية وطموحا وطنيا يجمع بين استقلال الطاقة والحفاظ على البيئة ودعم التنمية المستدامة.