مغامرة لا تُنسى لمصري في حمام تقليدي بالحامة التونسية

روى شاب مصري زار مدينة الحامة بولاية قابس في الجنوب التونسي قصته الطريفة مع الحمام التقليدي، حيث قرر اكتشاف هذا الموروث الشعبي بعد أن سمع عنه الكثير من صديقه التونسي.

بدأت الرحلة حين اصطحبه صديقه المحلي في أحد أيام السبت لزيارة أحد أشهر الحمامات بالمدينة، وكان المصري يتصور الحمام مكانًا أشبه بالمنتجعات الصحية الفاخرة، تعج بالفواكه والورود والزيوت العطرية. إلا أن الواقع كان أقرب لعالم مختلف مليء بالعادات الفريدة وأجواء الألفة الشعبية.

يصف الزائر المصري اللحظات الأولى داخل الحمام بأن الدهشة غلبت عليه فور دخوله قسم الرجال، فقد تفاجأ بما يفوق توقعاته: مجموعة من الرجال تتبادل الأحاديث والضحكات في جو تغمره السخونة والبخار، بينما يستعد الجميع لخوض تجربة التنظيف التقليدية التي أبهرت الضيف.

من غرائب التجربة أن العامل في الحمام، وهو شخص ذو بنية قوية، بدأ بفرك جسم الزائر بقوة باستخدام قطعة قماش خشنة تقليدية تُسمى “الليف”، مصحوبة بماء ساخن بدرجة مرتفعة لم يعتدها. شعر المصري بشيء من الألم والارتباك في البداية، لكنه لم يلبث أن استسلم للأجواء وترك نفسه يعيش مغامرة جديدة كلياً.

يستمر الشاب في سرد التفاصيل قائلاً: “لم أتوقع أن يكون الحمام بهذا الشكل، كل شيء مختلف عن تصوري: لا يوجد موسيقى أو ورود، بل أشخاص بسطاء ودردشة مستمرة، وأسلوب تنظيف فيه الكثير من الحماس!”.

مع نهاية التجربة، خرج الضيف المصري وهو يشعر بانتعاش كبير، ويضحك على نفسه قائلاً إنه لم يتصور يوماً أن تنظيف الجسم يمكن أن يكون بهذا التفاني والروح الجماعية. كما أعرب عن إعجابه بعراقة الحمام التونسي والتقاليد المرافقة له، مؤكدًا أنها تظل من أجمل الذكريات التي سيحملها عن تونس وأهلها.

هذه المغامرة الصغيرة عكست جانباً من التراث الشعبي التونسي الذي يلفت انتباه كل زائر جديد للبلاد، ويمنحه الفرصة لاكتشاف ثقافة تحمل الفرح وجمال البساطة في تفاصيلها اليومية.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *