مكتب الاتحاد الجهوي بصفاقس يشرف على ذكرى 5 أوت دون مشاركة الطبوبي
أعلن الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس عن تولّيه تنظيم احتفالية إحياء الذكرى الثامنة والسبعين لمعركة 5 أوت 1947، وذلك تحت إشراف المكتب التنفيذي الوطني للاتحاد العام التونسي للشغل. وقد تميز هذا القرار بإقصاء الأمين العام الحالي للاتحاد، نورالدين الطبوبي، من الإشراف المباشر على الفعالية، على خلاف ما جرت عليه العادة في السنوات الماضية.
ويأتي هذا التحوّل التنظيمي ليضع حدًا لتقليد اتُبع منذ تولّي الزعيم النقابي الراحل الحبيب عاشور الأمانة العامة، حيث كان الأمين العام يحضر بصفة شخصية أو يشرف بشكل رسمي على إحياء هذه الذكرى ذات الرمزية الخاصة في الذاكرة النقابية التونسية.
وعلّقت مصادر مطلعة أن القرار يأتي في ظرف تشهد فيه المنظمة العمالية أجواء من التوتر الداخلي وتبدلات في موازين القوى، حيث فضّل الاتحاد الجهوي بصفاقس أن يكون الاحتفاء هذه السنة بإشراف مباشر من المكتب التنفيذي الوطني، في رسالة واضحة حول إعادة توزيع الأدوار القيادية داخل الاتحاد العام التونسي للشغل.
وأضافت ذات المصادر أن غياب الطبوبي عن الاشراف على الذكرى قد يكون مرتبطًا بالتحديات التي تواجه المنظمة، سواء على صعيد علاقتها بسلطات الدولة أو في ظل الحراك القاعدي من داخل الصف النقابي. كما لم تستبعد أن يكون للخطوة تأثيرات على مستقبل العلاقة بين المكتب التنفيذي الجهوي والمكتب التنفيذي الوطني وكذلك على صورة القيادة المركزية أمام منتسبي الاتحاد والرأي العام.
ويذكر أن ذكرى معركة 5 أوت تحظى بمكانة هامة في تاريخ الحياة النقابية بتونس، حيث تخلّد تضحيات المناضلين النقابيين الذين واجهوا الاستعمار الفرنسي دفاعًا عن حقوق العمال والشعب التونسي. وتأتي احتفالية هذا العام في ظل تحديات اقتصادية واجتماعية كبرى تواجه العمال ومطالب باحترام حقوقهم وتحسين ظروفهم المعيشية.
رغم إبعاد الأمين العام عن الإشراف المباشر، أكدت قيادات نقابية بصفاقس عزمها على إنجاح هذه الذكرى والحفاظ على مكانتها التاريخية وتجديد الوفاء للمبادئ التي تأسس عليها الاتحاد، مع التمسك بالوحدة النقابية ومواصلة الدفاع عن حقوق العمال في وجه كل التحديات.