ملابسات حريق يخت القنطاوي: تساؤلات حول إجراءات السلامة والتأمين البحري

اندلع مؤخراً حريق هائل على متن يخت خاص انطلق من ميناء القنطاوي، حيث كانت مجموعة من الشباب، من بينهم الشابة ملاك في العشرين من عمرها، في رحلة بحرية ترفيهية انتهت بكارثة إنسانية. حسب شهادات بعض الركّاب، لوحظت منذ بداية الرحلة رائحة قوية لمادة البنزين، وهو ما أثار مخاوف البعض. لم يمض وقت طويل حتى وقع انفجاران متتاليان أديا إلى اشتعال النيران في قارب الرحلة بسرعة كبيرة، مما تسبب في إصابات بالغة لملاك التي أُصيبت بحروق في 80% من جسدها، وأدخلت غرفة الإنعاش في أحد المستشفيات.

هذا الحادث المؤلم أعاد إلى الواجهة تساؤلات مهمة حول معايير السلامة على متن اليخوت السياحية في تونس، خاصة خلال فترة الذروة الصيفية. العديد من المتابعين تساءلوا: هل كانت سترات النجاة كافية ومتوفرة لجميع الركاب؟ هل تم تزويد الزبائن بتعليمات الأمان الضرورية قبل انطلاق الرحلة؟ وهل خضع القارب للفحوصات الدورية اللازمة؟

وبالإضافة إلى الجانب الأمني، طرحت مأساة القنطاوي تساؤلات حول مدى التزام اليخوت السياحية بالعقود التأمينية، فالأغلبية يجهل حقوقه التأمينية في مثل هذه الظروف. كما تبيّن أن بعض المراكب لا تتوفر على تأمين يغطي إصابات الركاب أو الأضرار الجسدية، الأمر الذي يزيد من حجم المعاناة بعد الكارثة.

ما زالت السلطات تواصل التحقيق في ملابسات الحادث وأسبابه، حيث يخشى كثيرون من تكرار مأساة كهذه إن لم تتم مراجعة شروط السلامة والتأمين بكل جدية وشفافية. في هذا السياق، يجدد العديد من الأصوات الدعوة لتشديد الرقابة على الأنشطة البحرية السياحية، وفرض إجراءات أكثر صرامة لحماية أرواح المستجمين وتعزيز ثقافة الأمان في البحر.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *