منال بديدة تدعو لمصارحة العاطلين عن العمل بحقيقة الأزمة وتحديات الحلول الحكومية

في مداخلة جريئة وصريحة، توجهت النائب منال بديدة بنداء مباشر إلى فئة العاطلين عن العمل، مطالبة بضرورة المصارحة وعدم تضليل المواطنين بوعود غير حقيقية في ظل الظروف الاقتصادية الحالية. أكدت بديدة أنّ الجميع يدرك حجم معاناة الشباب الباحث عن فرص العمل، لكنها شددت على أهمية قول الحقيقة مهما كانت مؤلمة، مشيرة إلى أن الواقعية في الخطاب السياسي هي السبيل الوحيد لحماية ثقة المواطنين وصون كرامتهم.

وأضافت بديدة أن البرلمان، ورغم الضغوط المتواصلة لمراجعة أوضاع المعطلين وتخصيص اعتمادات مالية لهم في قوانين المالية السنوية، يواجه عقبات جدية من طرف الحكومة، وخاصة وزارة المالية، التي قد تعترض أو ترفض البرامج المقترحة بسبب القيود الاقتصادية والمالية للدولة. وأوضحت في هذا السياق أن مجرد إقرار ميزانيات إضافية ليس كافياً ما لم تتوفر الإرادة الحقيقية لدى السلطة التنفيذية للإصلاح ووضع سياسة تشغيل واضحة وعادلة.

كما دعت بديدة الشباب العاطل عن العمل، وخاصة من أصحاب الشهائد العليا، إلى تحمّل دورهم في الدفاع عن مطالبهم بشكل منظم وسلمي، بعيداً عن الانسياق وراء وعود وردية أو حملات شعبوية لا تترجم إلى نتائج ملموسة على أرض الواقع. وأضافت: “ظروفنا جميعاً صعبة، لكن الحل لن يأتي إلا بتظافر الجهود بين جميع الأطراف والاعتراف بالتحديات الحقيقية دون مواربة”.

وختمت بديدة رسالتها بتجديد التزامها دعم قضية المعطلين والعمل على إيصال صوتهم داخل المؤسسات التشريعية، داعية الجميع إلى التحلي بالصبر ومواصلة الضغط الإيجابي لدفع الحكومة لتنفيذ إصلاحات اقتصادية وتشغيلية واقعية تساهم في تحسين وضعية الشباب وتوفير فرص العمل المنشودة.

يذكر أن أزمة البطالة لازالت تعد من أهم التحديات الاجتماعية في تونس، حيث تتطلب حلولًا جذرية تتجاوز مجرد الإجراءات الظرفية لتبني سياسات طويلة الأمد تهدف لإدماج حقيقي للشباب في الدورة الاقتصادية.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *