موافقة رسمية من نتنياهو وراء الهجوم على سفن التضامن مع غزة قرب سواحل تونس
كشفت تقارير إعلامية أمريكية استنادًا إلى مصادر استخباراتية مطلعة، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعطى الضوء الأخضر بشكل شخصي لتنفيذ عمليات عسكرية استهدفت سفينتين من “أسطول الصمود” قبالة سواحل مدينة سيدي بوسعيد التونسية في سبتمبر الماضي.
وبحسب ما أوردته شبكة CBS News، فإن السفينتين كانتا ضمن قافلة إنسانية تهدف إلى كسر الحصار عن قطاع غزة، وتحمل على متنها مساعدات إنسانية بالإضافة إلى عدد من الشخصيات البارزة الداعمة للقضية الفلسطينية، من بينهم الناشطة البيئية السويدية الشهيرة غريتا تونبرغ.
ونقلت الشبكة عن مسؤولين في الاستخبارات الأمريكية قولهم إن القيادة الإسرائيلية أجرت مشاورات مكثفة قبيل العملية، لكن القرار النهائي خرج بشكل مباشر من مكتب نتنياهو في أعقاب تقييم أمني رفيع المستوى. وأشار المصدران إلى أن الهجوم تم عبر طائرات مسيّرة استهدفت السفينتين أثناء رسوهما في الميناء التونسي، ما تسبب في أضرار مادية، دون تسجيل إصابات بشرية خطيرة بين النشطاء والمتضامنين.
ووفق المعلومات، فإن المنظمات الداعمة للقافلة – التي كانت تنوي الانطلاق إلى غزة – وصفت الهجوم بأنه محاولة لردع الجهود المدنية والدولية لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ سنوات. كما طالبت عدة جهات حكومية ومنظمات حقوقية حول العالم بفتح تحقيق مستقل في ملابسات الاستهداف، خصوصًا مع التقارير التي تحدثت عن اعتقال بعض المشاركين من جنسيات مختلفة عقب العملية.
وتأتي هذه العملية في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والسياسية المرتبطة بالأوضاع في قطاع غزة، وفي وقت تواجه فيه إسرائيل انتقادات دولية متزايدة بسبب سياستها تجاه السفن والمبادرات الإنسانية المتجهة نحو القطاع.
وتبقى الأسئلة قائمة حول تداعيات هذه الخطوات على مستقبل الحملات التضامنية مع غزة، وسط إصرار النشطاء والمنظمات الدولية على مواصلة جهودهم لإيصال المساعدات إلى السكان المحاصرين.