نافع العريبي يلفت الأنظار إلى معاناة المحامين النفسية في ظل تصاعد القضايا الحقوقية

في تدوينة حديثة، وجّه المحامي التونسي المعروف نافع العريبي رسالة مؤثرة إلى زملائه من المحامين وكل من يهتم بالدفاع عن الحريات الأساسية، سلط فيها الضوء على التحديات النفسية والمهنية التي باتت تثقل كاهل المحامين، خاصة أولئك الذين يتولون الدفاع عن سجناء الرأي والقضايا ذات البعد السياسي.

وأشار العريبي إلى أن مزاولة مهنة المحاماة، وبالأخص عند الارتباط بملفات النشطاء السياسيين والمدافعين عن حقوق الإنسان، أصبحت مصحوبة بضغوط هائلة تؤثر على التوازن النفسي للمحامي. وقال: “بات من الجلي أن الإرهاق النفسي وصل إلى مستويات مقلقة في صفوف زملائنا، وأصبح العديد منهم يعبر عن الإحباط والاستنزاف وفقدان الدافع في ظل تعقّد الأوضاع السياسية والقضائية وانسداد أفق الحلول العادلة”.

وأضاف العريبي أن الضغوط لا تقتصر فقط على الترافع في المحاكم، بل تشمل أيضًا حملات التشويه الإعلامي والتهديدات وانعدام اليقين حيال مستقبل المهنة. واعتبر أن هذه الظروف القاسية تدفع بعض المحامين إلى التخلي عن الدفاع في القضايا الشائكة أو التفكير في مغادرة المهنة نهائيًا.

داعيًا إلى ضرورة تماسك الأسرة القضائية والتضامن فيما بينها، شدد العريبي على أهمية إرساء بيئة داعمة نفسيًا للصامدين في جبهة الدفاع عن الحقوق. كما طالب بضرورة تدخل الهياكل المهنية وفتح حوار جاد مع السلطات لوضع حد لهذا الاستنزاف الذهني الذي تعاني منه شريحة واسعة من المحامين. واختتم بالدعوة إلى الاعتراف الصريح بمعاناة المحامي النفسية، والعمل على توفير آليات الدعم النفسي للمتضررين.

رسالة العريبي حظيت بتفاعل كبير في الأوساط الحقوقية، وأثارت نقاشًا جديدًا حول ضرورة توفير الدعم المهني والنفسي للمدافعين عن القضايا العادلة الذين يقفون في الصفوف الأمامية من أجل حماية القيم الديمقراطية والحريات العامة في تونس.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *