نشطاء تونسيون يرفضون انتقادات السيناتور الأمريكي ويلسون للرئيس والأوضاع في البلاد

أثارت تصريحات السيناتور الأمريكي جو ويلسون حول تونس موجة واسعة من التفاعل والانتقاد بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في البلاد. ففي تغريدة نشرها يوم 22 أغسطس 2025، وجّه ويلسون انتقادات لاذعة للرئيس التونسي قيس سعيّد، واصفًا إياه بحاكم مستبد ومسجّلًا انزعاجه من التدهور الاقتصادي وتصاعد الفساد وتراجع الحريات، حسب ما نشر في حسابه. واعتبر السيناتور أن الوضع في تونس أصبح لا يحتمل، داعيًا إلى إعادة النظر في سياسة بلاده تجاه السلطات التونسية.

سرعان ما تصدّرت هذه التغريدة النقاش على مختلف المنصات الرقمية. فقد سارع الكثير من التونسيين، إلى جانب نشطاء حقوقيين، إلى مهاجمة ما اعتبروه تدخلاً مرفوضًا في الشأن الوطني. وشدّدوا في تعليقاتهم على أن تونس قادرة على حل مشاكلها دون وصاية أجنبية، وأن مثل هذه المواقف تُستغل لأغراض سياسية داخل الولايات المتحدة وليس من أجل الشعب التونسي. في المقابل، رأى عدد آخر من المستخدمين أن تصريحات ويلسون تضع فعلاً الإصبع على مواضع الخلل بالبلاد.

وازدادت حدة النقاش مع دخول سياسيين ونواب تونسيين على الخط، حيث رأت النائبة فاطمة المسدي أن الانتقادات الأمريكية تهدف للضغط على الحكومة لاستعادة ما وصفته بـ”الهيمنة” على قرارات تونس. بينما اتهم آخرون بعض السياسيين التونسيين بمحاولة استثمار ردود الفعل الدولية لخدمة أجنداتهم الشخصية.

وتعكس هذه الحالة حالة الانقسام في المجتمع التونسي بين من يرفض أي تدخل أجنبي ويعتبر أن النقاش في الأزمات الوطنية يجب أن يظل داخليًا، ومن يرى في دعم الخارج وسيلة للضغط على الحكومة لتحسين الأوضاع السياسية والاقتصادية وفتح باب الإصلاح.

يُذكر أن تصريحات المسؤولين الأمريكيين حول تونس ليست جديدة، فقد شهدت العلاقات بين البلدين توترات في سنوات سابقة، غير أن هذه المرة تأتي في سياق تصاعد احتجاجات اجتماعية وأزمة اقتصادية مستمرة، ما يضاعف الترقّب لرد الفعل الرسمي التونسي ومدى تأثر العلاقات بين واشنطن وتونس في الفترة المقبلة.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *