نعيم قاسم يحث السعودية على الشراكة لمجابهة إسرائيل وتجاوز الخلافات
في خطوة لافتة في المشهد السياسي الإقليمي، ناشد نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني، الشيخ نعيم قاسم، المملكة العربية السعودية إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، وتجاوز سنوات من التباعد والخلافات السياسية، وذلك بهدف تشكيل جبهة إقليمية موحدة لمواجهة السياسات الإسرائيلية المتصاعدة.
وجاءت دعوة قاسم خلال خطاب ألقاه يوم الجمعة بمناسبة ذكرى سنوية لقادة من الحزب، حيث ركز في حديثه على ضرورة الحوار والتعاون بين القوى الفاعلة في المنطقة، وعلى رأسها السعودية. وأكد قاسم أن تجاوز الخلافات والانقسامات العربية والإسلامية يصب في مصلحة شعوب المنطقة ويعزز فرص استقرارها.
وقال قاسم: “نتطلع إلى فتح عهد جديد من العلاقات مع المملكة العربية السعودية يقوم على أسس من الحوار والشراكة لما فيه خير الأمة، فالوحدة ضرورة لمواجهة التحديات التي تفرضها إسرائيل على شعوبنا جميعاً.” واعتبر أن الصراعات الداخلية بين الدول العربية تضعف من قدرة المنطقة على الدفاع عن مصالحها أمام الأطماع الخارجية، لاسيما الإسرائيلية.
تأتي تصريحات قاسم في توقيت يشهد فيه الشرق الأوسط اضطرابات وتحولات غير مسبوقة على ضوء التصعيد المتواصل بين حزب الله وإسرائيل خلال الأشهر الماضية. كما تسعى أحزاب وحركات سياسية في لبنان وخارجه إلى إعادة ترتيب الأولويات وبناء تحالفات جديدة، في ظل تزايد الضغوط السياسية والعسكرية.
ويشار إلى أن العلاقات السعودية اللبنانية اتسمت في السنوات الأخيرة بالتوتر على خلفية ملفات إقليمية متعددة واختلافات في الموقف من بعض القضايا الجوهرية، إلا أن مراقبين اعتبروا أن دعوة قاسم قد تشكل بداية لمراجعة السياسات القائمة، في ظل التهديدات المشتركة التي تواجهها المنطقة.
يذكر أن حزب الله كان قد دخل في مواجهات عسكرية متكررة مع إسرائيل خلال العام الماضي، وتبادل الطرفان القصف في أكثر من مناسبة، ما زاد من المخاوف من اندلاع صراع واسع النطاق قد يمتد إلى دول أخرى في المنطقة.
وفي ختام حديثه، جدد قاسم التأكيد على أهمية الوحدة العربية والإسلامية ودعا إلى استبدال لغة القطيعة بلغة الحوار، معتبراً أن المرحلة تقتضي تكاتف الجميع لمواجهة التحديات الأمنية والسياسية بمنظور واقعي وموحد.