نفايات الشواطئ التونسية: معضلة بيئية تتفاقم في الصيف و85% منها بلاستيكية
تشهد السواحل التونسية خلال الموسم الصيفي تزايدًا مقلقًا في كميات النفايات التي يخلّفها المصطافون والزائرون، وهو ما يهدد بيئة البلاد ويقوض جهود البلديات والدولة للمحافظة على نظافة الشواطئ. وأشار نبيل مختار، رئيس برنامج التنظيف الآلي للشواطئ، في تصريحات إعلامية، إلى أن حجم الفضلات المجمعة يوميًا على الشواطئ التونسية يصل إلى نحو 8 آلاف متر مكعب، وهو رقم ضخم يعكس حجم الإقبال على البحر في أشهر الصيف، لكنه أيضًا يعكس حجم اللامبالاة لدى جزء هام من رواد هذه المناطق.
ويضيف مختار أن أغلبية هذه النفايات (قرابة 85%) عبارة عن مواد بلاستيكية يصعب تحللها في الطبيعة وتمثل تهديدًا خطيرًا للثروة البحرية والصحة العامة. تشمل هذه الفضلات زجاجات المياه والأكياس البلاستيكية وأغلفة المواد الغذائية ذات الاستعمال الواحد.
رغم الجهود التي تبذلها الجهات المختصة من أجل تنظيف الشواطئ بشكل منتظم، إلا أن حجم النفايات المتروكة يتجاوز الطاقة الاستيعابية لأغلب البلديات، خاصة في ظل ضعف الإمكانيات وتزايد أعداد المصطافين. ويؤكد مختصون في البيئة أن غياب العقوبات الرادعة والسلوكيات غير المسؤولة لبعض الزوار يشكلان سببين رئيسيين لتفاقم المشكلة عامًا بعد عام.
ويشير خبراء إلى أن بقاء المخلفات البلاستيكية على الشواطئ يلوّث البحر، ويضر بالكائنات البحرية، فضلًا عن كونه مشهدًا غير حضاري يُفسد متعة الاصطياف على الجميع. وتشدد جمعيات بيئية على ضرورة دعم حملات التوعية وتحسين منظومة جمع الفضلات، إلى جانب فرض غرامات على المخالفين للحد من هذه الظاهرة.
واعتبر نبيل مختار أن مسؤولية الحفاظ على السواحل تقع على الجميع؛ دولة ومواطنين وزوار، داعيًا في ختام تصريحه إلى تضافر الجهود من أجل بيئة نظيفة وشواطئ تليق بتونس وأجيالها القادمة.