نقاشات حول تعديل أسعار البيض في تونس وسط مطالب بتحسين هامش ربح الفلاحين
شهدت أسواق تونس خلال الأيام الأخيرة جدلاً واسعاً عقب ملاحظة المواطنين لارتفاع سعر البيض، ما دفع مختلف الأطراف في قطاع الدواجن إلى توضيح خلفيات هذا التغير المفاجئ. وأكد إبراهيم النفزاوي، رئيس الغرفة الوطنية لتجار الدواجن، أن سعر أربع بيضات عرف زيادة منذ اليوم، مرجعاً ذلك إلى اجتماع طارئ انعقد بمقر وزارة التجارة وجمع ممثلين عن الفلاحين والوزارة والغرفة الوطنية.
وأوضح النفزاوي في تصريحاته أن المنتجين طالبوا في هذا الاجتماع برفع هامش ربح الفلاح، بهدف تغطية التكاليف المتزايدة لإنتاج البيض، مثل ارتفاع أسعار الأعلاف والخدمات الضرورية. وأشار إلى أن هذا المطلب لا يزال قيد النقاش داخل أروقة وزارة التجارة ولم يصدر عنه أي قرار رسمي حتى اللحظة، مؤكداً أن الجهات المختصة تدرس التوازن بين مصالح المنتجين وقدرة المستهلك على الشراء.
من جانب آخر، شددت الغرفة الوطنية لتجار الدواجن خلال اللقاء ذاته على ضرورة وضع سقف لهامش الربح، لتجنب تقلبات الأسعار وحماية المستهلك النهائي. إلا أن النقاش لا يزال دائرًا حول هذا الملف الذي يحظى بمتابعة واسعة من الرأي العام، خاصة أن أسعار البيض تمثل عنصراً أساسياً في السلة الغذائية اليومية للتونسيين.
وتتباين مواقف الفلاحين والتجار؛ ففي حين يطالب المنتجون برفع الأسعار لمجابهة كلفة الإنتاج المرتفعة، يصر التجار على المحافظة على أسعار تمكّن المستهلك من الحصول على البيض بأسعار مقبولة. ويذكر أن أسواق البلاد شهدت سابقًا استقرارًا نسبيًا في أسعار البيض والدواجن، ومع ذلك فإن الظروف الاقتصادية العالمية وانعكاسات كلفة الاستيراد فتحت الباب أمام تحركات لفرض تعديلات جديدة على الأسعار المحلية.
وتتابع وزارة التجارة هذا الملف عن كثب، في انتظار التوصل إلى حلول ترضي كافة الأطراف وتحقق توازناً بين احتياجات الفلاحين وقدرة المواطنين الشرائية، مع تشديد الرقابة على مسالك التوزيع لضمان الشفافية ومنع أي تجاوزات في الأسعار. وتبقى أسعار البيض مرشحة لمزيد من التحركات في الفترة القادمة رهن القرارات المرتقبة من الجهات الرسمية.