نوفل سعيد يسلط الضوء على أهمية دعم التحول السياسي في تونس في ظل التحولات الدولية
نشر نوفل سعيد، شقيق رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد، مقالة تحليلية تناول فيها الأبعاد الجيوسياسية للتحولات العميقة التي يشهدها العالم اليوم، مبرزاً انعكاساتها على الواقع التونسي. ركز سعيد في تحليله على ما سماه “المنعطف التاريخي الحاسم” الذي عرفته تونس في 25 يوليو 2021، والذي اعتبره محطة فارقة في مسار البلاد السياسي.
وأشار سعيد إلى أن قراءة المشهد التونسي لا يمكن أن تتم بمعزل عن التغيرات الجذرية التي تطرأ على بنية النظام العالمي، لا سيما مع تصاعد النزعات الشعبوية، وصعود توجهات تدعو لمراجعة العلاقة بين رأس المال والديمقراطية. واستند في رؤيته إلى أطروحات المفكرة الأمريكية نانسي فريزر، لا سيما في كتابها الأخير الذي يحمل عنوان “الرأسمالية هي أكل لحوم البشر”، معتبراً أن مضامينه تقدم مفاتيح لفهم الأزمات الحالية التي يعيشها العالم وتونس على وجه الخصوص.
ووفقاً لما طرحه سعيد، فإن تونس أمام فرصة لإعادة بلورة نموذجها السياسي والاجتماعي بشكل يتناسب مع طموحات شعبها وتحديات العصر، داعياً إلى الالتفاف حول المشروع السياسي الجديد الذي ظهر بعد يوليو 2021. ورأى أن هذا المشروع يرتكز على مقومات السيادة الوطنية وإعادة الاعتبار لأدوات الدولة في رسم السياسات العامة لمواجهة التدخلات الخارجية والتحولات التي قد تلقي بظلالها على الاستقرار في المنطقة.
وشدد سعيد على أهمية دعم الإصلاحات ومحاربة الفساد، والعمل على تعزيز دور المواطن في الخيارات السياسية والاقتصادية، معتبراً أن ذلك الضمانة الحقيقية لتحقيق تحول ديمقراطي قادر على مواجهة تداعيات الأزمة العالمية على كافة الأصعدة.
وفي ختام تحليله دعا نوفل سعيد كافة القوى الوطنية ومكونات المجتمع المدني لمزيد من الحوار البناء والتضامن من أجل إنجاح التجربة السياسية الجديدة في تونس، مؤمناً بأن تجاوز التحديات الراهنة يمر عبر وعي جماعي وإرادة صلبة في مواصلة مشروع التغيير، بما يحقق الاستقرار والتنمية للبلاد.