هدوء وثقة ولي العهد السعودي في مواجهة أسئلة الصحافة حول قضية خاشقجي
خلال لقاء جمع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أثارت مراسلة قناة ABC News ماري بروس جدلاً بسؤالها عن حادثة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول. ورغم أن السؤال حمل محاولة واضحة لإحراج الطرفين أمام الإعلام العالمي، أبدى ولي العهد السعودي رد فعل اتسم بالهدوء والثبات والثقة بالنفس.
أجاب الأمير محمد بن سلمان قائلاً إن ما وقع كان “خطأ كبيراً” ومؤلماً للمملكة ومواطنيها وللعالم أجمع، مشيراً إلى أن السلطات السعودية لم تتغاض عن الحدث، بل قامت بمراجعة دقيقة للملابسات ومحاسبة المسؤولين. وأكد الأمير أن المملكة السعودية بادرت أيضاً إلى إصلاح الأنظمة والإجراءات المعتمدة حتى لا تتكرر مثل هذه الحوادث مستقبلاً، في إطار الشفافية واحترام القوانين الدولية.
لم يتوقف الأمر عند الاعتراف بالخطأ، بل أكد ولي العهد أن المملكة ترى أن حماية الحقوق والحريات أولوية في نهجها الجديد، مشدداً في ذات الوقت على أن السعودية ملتزمة بالتعاون مع كل الجهات المعنية لإظهار الحقائق. أعاد الأمير محمد التأكيد على متانة علاقات المملكة مع الولايات المتحدة، مشيراً إلى أهمية الشراكة الإستراتيجية والتعاون بين الرياض وواشنطن في مختلف المجالات، رغم التحديات والضغوط التي تمر بها العلاقات من حين لآخر.
رد ولي العهد السعودي جاء ليعكس السياسة الجديدة والانفتاح الدبلوماسي الذي تسعى له المملكة في ظل رؤية 2030، إذ تسعى القيادة السعودية إلى ترسيخ صورة أكثر شفافية وانفتاحًا أمام المجتمع الدولي وخاصة في الملفات الحساسة.
من جهته، لم يصدر عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعليق مباشر على الحادثة خلال اللقاء، مكتفياً بالتأكيد على عمق العلاقات بين البلدين وأهمية التعاون في الملفات الأمنية والاقتصادية. ولاقى تعامل ولي العهد مع السؤال ترحيباً لدى بعض الأوساط، فيما رآه آخرون اختباراً حقيقياً للقيادة السعودية الجديدة ومدى التزامها بالإصلاح والانفتاح.
بهذا الموقف، أظهر الأمير محمد بن سلمان قدرة على إدارة الأزمات الإعلامية الحساسة، من خلال الالتزام بالهدوء والثقة، وإبراز التغييرات التي تشهدها المملكة في السنوات الأخيرة ضمن مسار تطويري وإصلاحي واضح.
