هل يشهد مشروع “كوستا كوراليس” في طبرقة انطلاقة جديدة بعد سنوات من الانتظار؟

بعد تسع سنوات من الجمود والانتظار، يعود مجددًا الحديث في الأوساط الاقتصادية والاجتماعية في ولاية جندوبة حول مستقبل مشروع “كوستا كوراليس” السياحي الواقع بين مدينتي جندوبة وطبرقة. هذا المشروع، الذي نال نصيبًا وافرًا من الاهتمام منذ الإعلان عنه في ديسمبر 2016، كان يُنظر إليه باعتباره مفتاحًا لتحويل المنطقة إلى قطب سياحي واستثماري مميز في الشمال الغربي لتونس.

يمتد مشروع “كوستا كوراليس” على مساحة تُقدّر بنحو 140 هكتارًا، ويهدف إلى إنشاء وجهة سياحية متكاملة تجمع بين الفندقة الفاخرة، الفيلات والمساكن السياحية، إلى جانب مرافق ترفيهية ورياضية ومناطق مخصصة للعائلات والأنشطة الشبابية. ورغم ضخامة المشروع وطموحاته، إلا أنه ظل حبيس الأدراج على مدار قرابة عقد من الزمن بسبب تعقيدات إدارية، وإشكاليات عقارية تتعلق بتوفير الأراضي الملائمة وتذليل بعض الإجراءات القانونية المرتبطة بترخيص البناء والاستثمار.

ومع تغير المناخ الاستثماري خلال السنوات الأخيرة، بدأ الأمل يتجدد حول إمكانية تفعيل المشروع والدفع قدما بالاستثمارات السياحية في الجهة. وأوضح مسؤولون محليون أن الحوارات الأخيرة بين أصحاب المشروع والسلطات المختصة شهدت تقدمًا طفيفًا في بعض الملفات، وسط دعوات إلى الإسراع في مراجعة الإجراءات وتوفير كافة الظروف الملائمة لتحفيز المستثمرين، خاصة وأن المنطقة تزخر بمقومات طبيعية استثنائية تجعلها منافسة بقوة لبقية الوجهات الشاطئية والتاريخية في تونس.

السكان المحليون وأصحاب المؤسسات الصغرى والمتوسطة في الجهة يعوّلون كثيرًا على انطلاقة الأشغال، معتبرين أن الانتعاشة السياحية ستعود بالنفع المباشر على سوق الشغل وحركة التنمية عموما في جندوبة وطبرقة. ويرى مراقبون أن المشروع إذا ما تم تفعيله بشكل فعلي، سيُعيد رسم ملامح الخارطة السياحية والإقتصادية للمنطقة بأسرها.

وبين تطلعات الأهالي وتباطؤ الإجراءات الإدارية، يبقى السؤال المطروح اليوم: هل يتحقق حلم إعادة الحياة إلى مشروع “كوستا كوراليس” خلال العام المقبل، أم أن الانتظار سيستمر لمزيد من السنوات؟ الإجابة ستبقى مرهونة بمدى جدية السلطة في التعامل مع هذا المشروع الإستراتيجي، وبقدرة المستثمرين على تجاوز العقبات وتحضير الأرضية الفعلية للانطلاق.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *