واشنطن تعجز عن استمالة طيار مادورو رغم الإغراءات المالية

على مدار أكثر من عام، بذلت السلطات الأمريكية جهودًا مكثفة لإقناع الجنرال بيتنر فيلغاس، الطيار الشخصي للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، بالانشقاق والتوجه نحو الولايات المتحدة، إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل.

بدأت فصول هذه القصة في إبريل عام 2024 عندما بدأ عميل فيدرالي أمريكي التواصل سرا مع فيلغاس، مستغلاً الظروف السياسية المضطربة بين واشنطن وكاراكاس آنذاك. ورغم انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال الفترة التي استمرت فيها الاتصالات إلى أوت 2025، استمرت المحاولات بنفس الوتيرة والعرض.

وبحسب مصادر مطلعة، جاء العرض الأمريكي مغريًا للغاية من الناحية المادية، إذ تم التلويح بمبلغ مالي كبير مقابل أن يوافق فيلغاس على الهبوط بطائرته في أحد المطارات الأمريكية ويسلم نفسه، مع وعود بعدم الملاحقة القضائية وتأمين الحماية له ولعائلته. وقد ركزت الجهود الأمريكية على الوضع الحساس للجنرال فيلغاس، الذي يعد من المقربين للرئيس مادورو ويمثل حلقة مهمة في دائرة السلطة الفنزويلية.

لكن الجنرال فيلغاس، المعروف بولائه الشديد للرئيس مادورو، رفض جميع العروض المقدمة له، مفضلاً البقاء في بلاده واستمرار أداء مهامه دون الإنجرار وراء الإغراءات الأجنبية. وقد فسر مقربون من فيلغاس قراره برفض العرض الأمريكي على أنه يأتي انطلاقًا من قناعته بالدفاع عن السيادة الوطنية ورفض التدخلات الخارجية، فضلاً عن دوافع شخصية تتعلق بالمسؤولية تجاه عائلته ومجتمعه.

من جهة أخرى، يرى مراقبون أن إخفاق الولايات المتحدة في إقناع مسؤول عسكري على هذا المستوى دليل على متانة النظام الفنزويلي وصعوبة اختراقه، بالرغم من الضغوط الدولية المستمرة والظروف الاقتصادية والسياسية المعقدة التي تمر بها فنزويلا.

لم تعلّق السلطات الأمريكية أو الفنزويلية على تفاصيل هذه المحاولات بشكل رسمي، واكتفت أطراف مطلعة بالإشارة إلى أن هذه القضية تعكس اشتداد التنافس بين الدول الكبرى على النفوذ في أميركا اللاتينية. وتبقى حكاية الطيار فيلغاس صورة أخرى للتجاذبات الحادة التي تصاحب المشهد الفنزويلي بين الضغوط الخارجية ومحاولات الحفاظ على الوحدة الداخلية.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *