وداعًا للفنان والمخرج الفاضل الجزيري بعد مسيرة حافلة

فارق الفنان والمخرج المسرحي التونسي الفاضل الجزيري الحياة صباح اليوم الاثنين، 11 أوت 2025، عن عمر يناهز 77 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض. ويُعتبر الجزيري أحد أبرز الأسماء في الساحة الثقافية والفنية التونسية، حيث ترك بصمته على مدى عقود في المسرح والسينما، وقدم مجموعة من الأعمال التي أثرت المشهد الإبداعي في تونس.

وبحسب ما أفادت به مصادر إعلامية وتصريحات عائلته، فقد خضع الفقيد مؤخراً لعملية جراحية دقيقة في القلب استوجبت إقامة مطوّلة بالمستشفى العسكري بتونس لمتابعة حالته الصحية، إلا أن قدر الله كان أسرع، حيث وافته المنية وسط حالة من الحزن في الوسط الفني والثقافي التونسي.

عرف الفاضل الجزيري بإبداعه وتميّزه منذ بداياته الفنية، وشارك في تأسيس عدة فرق مسرحية كبرى، ولعب أدوارًا محورية في إثراء الريبرتوار الثقافي الوطني من خلال أعمال ضخمة لم تقتصر على المسرح فقط بل امتدت إلى السينما والتلفزيون.

أطلق الجزيري خلال مسيرته عدداً من المسرحيات الناجحة التي أثارت الجدل وجذبت اهتمام الجمهور والنقاد، كما أخرج وأنتج أفلامًا توثّق مسيرة المجتمع التونسي وتُبرز قضاياه وهمومه. كان دائم البحث عن لغة مسرحية جديدة تعبّر عن الهوية الوطنية وتواكب تطلعات الشعب وأحلامه.

وبرحيله اليوم، يفقد الفن التونسي شخصية لا تتكرر ضاهت إبداعاتها حدود الوطن، ليس فقط بفنّه بل أيضًا بعلاقته الطيبة مع الجميع وتواضعه الراقي. وقد نعته وزارة الشؤون الثقافية وعديد الوجوه الأدبية والفنية التي أكدت مكانته الفارقة في المشهد التونسي.

سيبقى الفاضل الجزيري حاضرًا في الذاكرة التونسية، وتظل أعماله منارة للأجيال المقبلة، وعنوانًا لمثابرة الفنان ورسالته في خدمة الوطن والثقافة. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وألهم أسرته وذويه وكل محبيه جميل الصبر والسلوان.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *