وزارة التربية تعتمد إصلاحات جذرية في تدريس التربية التكنولوجية بالمدارس الابتدائية

أعلنت وزارة التربية التونسية عن إطلاق جملة من الإصلاحات الجوهرية في مناهج تدريس مادة التربية التكنولوجية في المرحلة الابتدائية، في خطوة تهدف إلى تطوير الكفاءات البيداغوجية للمعلمين وتعزيز قدرتهم على التعامل مع المواقف التعليمية بشكل علمي ومنهجي.

وأصدرت الوزارة مذكرة رسمية وجهتها إلى المندوبيات الجهوية للتربية، وأعضاء جهاز التفقد البيداغوجي، ومديري المدارس الابتدائية، تؤكد فيها على ضرورة تحديث أساليب تطبيق مادة التربية التكنولوجية بما يواكب التطورات الحديثة في مجال التعليم ويخدم مصلحة التلميذ بتركيز أكبر على الجانب التطبيقي والتدريبي.

وتضمنت التوجهات الجديدة التخلي عن النظام التقليدي للمشاريع الجاهزة التي دأب التلاميذ على إعدادها سابقاً، كزراعة نبتة “الفول” أو صنع “المنسج”، حيث رأت الوزارة أن هذه الأشغال المتكررة لم تعد تقدم الإضافة المرجوة في صقل مهارات المتعلمين ولا تستجيب لمتطلبات العصر الحالي. وبدلاً من ذلك، شددت الوزارة على تشجيع المقاربات التفاعلية والأنشطة التطبيقية المعاصرة، التي تتيح للتلميذ فرص الإبداع والتعلم الفعال من خلال التفاعل المباشر مع التقنيات والأدوات الحديثة داخل فضاء المدرسة.

وفي هذا السياق، أعلنت الوزارة عن تنظيم دورات تكوينية معمقة وورشات عمل لفائدة معلمي التربية التكنولوجية، بهدف تحديث معارفهم وإكسابهم آليات اشتغال جديدة وفق رؤية مستقبلية تستند إلى حل المشكلات وبناء القدرات الذاتية لدى المتعلمين.

وأكدت وزارة التربية أن هذه الإصلاحات تأتي في إطار استراتيجية شاملة لاعتماد مناهج تعليمية تفاعلية تركز على تعزيز روح المبادرة والعمل الجماعي، وتحفز التفكير النقدي والإبداعي لدى الناشئة استعداداً لمتطلبات سوق العمل والتطورات التكنولوجية المستقبلية في تونس.

وبذلك تكون الوزارة قد وضعت حداً لحقبة المشاريع النمطية في التربية التكنولوجية، معلنة انطلاقة مرحلة جديدة ترمي إلى تطوير المدرسة التونسية وجعلها فضاءً محفزاً للتجديد والابتكار.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *