وفاة تونسي شاب تثير جدلاً داخل أحد سجون شمال إيطاليا
أثارت حادثة وفاة شاب تونسي يبلغ من العمر 26 عامًا داخل زنزانته في سجن “ماسا كارارا” الواقع في شمال إيطاليا موجة من التساؤلات والاستياء في صفوف الجالية التونسية والمنظمات الحقوقية. وأفاد مجدي الكرباعي، النائب التونسي السابق والناشط في ملف الهجرة، في تدوينة له صباح اليوم بأن الضحية عُثر عليه جثة هامدة داخل زنزانته ليرتفع بذلك عدد التونسيين المتوفين في السجون الإيطالية إلى سبع حالات منذ بداية هذا العام فقط.
تأتي هذه الحادثة لتسلط الضوء مجددًا على أوضاع المهاجرين التونسيين في مراكز الاحتجاز والسجون الإيطالية، خاصة مع تكرار مثل هذه الوفيات وسط غموض يلف دواعيها وظروف حدوثها. ووفقًا للكرباعي، فإن هذه الحادثة ليست الأولى هذا العام، ما يجعل ملف حماية الحقوق الإنسانية للمهاجرين محل اهتمام ومتابعة من قبل المجتمع المدني وعدد من المؤسسات.
وتتساءل عائلات الضحايا عن أسباب وفاة أبنائها في ظروف غير واضحة، حيث تطالب بكشف ملابسات الحادثة وتوفير حماية أكبر للمحتجزين وظروف إقامة إنسانية تحترم حقوقهم الأساسية داخل مراكز التوقيف والسجون الإيطالية.
من جانبها، دعت منظمات المجتمع المدني إلى تحقيق شفاف وسريع حول ملابسات هذا الحادث، كما طالبت السلطات التونسية بمضاعفة جهودها في متابعة أوضاع مواطنيها المهاجرين وتقديم الدعم القانوني والاجتماعي اللازم لهم.
تجدر الإشارة إلى أن ملف الهجرة غير النظامية ظل في صدارة القضايا الاجتماعية بين تونس وإيطاليا، خاصة مع تزايد موجات الهجرة خلال السنوات الأخيرة وما يرافقها من تحديات وصعوبات، سواء في عملية العبور أو خلال فترات الاحتجاز والعيش في بلد الاستقبال.
وتؤكد هذه الحادثة ضرورة مراجعة آليات الحماية داخل السجون الإيطالية وفتح قنوات تعاون أوثق بين البلدين لتفادي تكرار مثل هذه المآسي الإنسانية وضمان الحد الأدنى من حقوق وكرامة المهاجرين التونسيين.