13 عامًا على وفاة المؤسس… إرث عزيز ميلاد ودوره المحوري في نجاح نوفال إير

أحيت شركة نوفال إير الذكرى الثالثة عشرة لرحيل مؤسسها الرائد التونسي عزيز ميلاد، الرجل الذي لعب دورًا كبيرًا في رسم ملامح قطاع السياحة والسفر في تونس. ففي عام 1989، بادر ميلاد بتأسيس أول شركة طيران خاصة في البلاد، واضعًا رؤية استشرافية تهدف إلى تعزيز مكانة تونس على خارطة السياحة المتوسطية، وإيجاد روابط جديدة بين تونس ومختلف وجهات العالم.

عُرف عزيز ميلاد بنظرته الثاقبة وجرأته في اقتحام مجالات اقتصادية جديدة. فبعد تخرجه من المدرسة السياحية في نيس بفرنسا، التحق لفترة بالديوان القومي للسياحة التونسية، لينتقل بعدها إلى تأسيس وكالة أسفار ناجحة في 1968 كانت بوابته الأولى لعالم الريادة. ومع إطلاق شركة نوفال إير، عمد إلى ضخ مفاهيم حديثة في إدارة الأعمال كتوظيف الخبرات الدولية والابتكار في الخدمات، ما أسس لثقافة مؤسساتية تركز على الجودة والتجديد.

استمر أثر ميلاد حتى بعد وفاته عام 2012، إذ حمل أبناؤه وورثته مشعل القيادة، محافظين على القيم التي غرسها في المؤسسة. فقد واصلت نوفال إير تطوير شبكتها وتحديث أسطولها، واستمرت في دعم الاقتصاد الوطني وفتح مجالات عمل جديدة للشباب التونسي. كما أسهمت الشراكات الاستراتيجية التي نسجها الفقيد مع فاعلين محليين ودوليين في ضمان مكانة ريادية للشركة على الصعيدين الوطني والإقليمي.

لم يكن عزيز ميلاد مجرّد رجل أعمال تقليدي، بل تميز بإنسانيته ورؤيته بعيدة المدى. وآمن بأهمية الاستثمار في رأس المال البشري وخلق بيئة عمل محفزة تتيح للعاملين فيه الدفع بالشركة نحو آفاق جديدة. هذه القيم بقيت الرافد الأساسي لنجاحات نوفال إير، التي تواصل اليوم مسيرتها بوفاء لما تركه مؤسسها من إرث فكري وأخلاقي.

وبرغم مرور ثلاثة عشر عامًا على غياب ميلاد، فإن بصمته باقية في قطاع النقل الجوي والسياحة، وما زال اسمه رمزًا لنموذج قيادي تونسي استطاع إلهام أجيال متعاقبة من رواد الأعمال.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *