محاكمة في سوسة إثر واقعة تعذيب كلب تثير ردود فعل غاضبة

شهدت مدينة زاوية سوسة مؤخرًا حالة من الغضب الاجتماعي والحقوقي بعد انتشار فيديو وثّق لحظة تعرّض كلب لاعتداء عنيف بأداة صلبة من أحد المواطنين يوم السابع من أوت 2025، أدت لإصابة الحيوان إصابات خطيرة أودت بحياته لاحقًا. وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات الجمعيات المعنية بحقوق الحيوان تفاصيل الحادثة، التي حدَثت في أحد أحياء الزاوية، وسط استهجانات واسعة.

ضجّت الأوساط الحقوقية بهذه الحادثة المؤلمة، حيث عبّر عدد كبير من المواطنين ونشطاء الرفق بالحيوان عن سخطهم تجاه قسوة الاعتداء، وطالبوا السلطات باتخاذ إجراءات صارمة وتشديد العقوبات ضد من يرتكبون أعمال عنف ضد الحيوانات.

في هذا السياق، أكّد الأستاذ إلياس الجيلاني، محامي جمعية الرحمة للرفق بالحيوان وممثلها في القضية، أن المتهم الرئيسي تم القبض عليه مباشرة خلف الواقعة، وأذنت النيابة العمومية بسوسة 1 بفتح بحث عدلي حول ملابسات الجريمة.

وقد مثل المتهم في حالة إيقاف أمام الدائرة الجناحية بمحكمة الناحية بسوسة 1 يوم الاثنين 18 أوت 2025، حيث جرت مداولات أولى حول القضية وسط متابعة إعلامية وحقوقية مكثفة. وتؤكد المعطيات أن الفعل المرتكب كان بدافع شخصي وأن الكلب، المسمى “روكي”، لم يشكل أي خطر على المعتدي أو سكان الحي. وأوضحت مصادر طبية بيطرية أن آداة الجريمة، وهي قطعة حديدية أو ما يُعرف محليًا بـ”بالة”، تسببت للكلب في إصابات بليغة في الجمجمة ونزيف دموي حاد انتهى بوفاته رغم تدخل الفريق البيطري لمحاولة إسعافه.

وتعالت أصوات الانتقاد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر عدد من الجمعيات البيئية والناشطين الحادثة انتهاكًا صارخًا للقوانين المنظمة لرفق الحيوانات في تونس، مطالبين بتحديث وتفعيل التشاريع لضمان عدم تكرار مثل هذه الجرائم.

في المقابل، أكد المحامي الجيلاني أن جمعيته ستواصل متابعة سير الإجراءات القضائية إلى حين الحكم في الملف، وستعمل على إيصال صوت المجتمع المدني والدفاع عن حقوق الحيوانات، داعيًا كافة المواطنين للإبلاغ عن الاعتداءات المشابهة والمساهمة في تغيير ثقافة التعامل مع الحيوانات نحو المزيد من الرحمة والإنسانية.

وتبقى هذه الحادثة مثار نقاش واسع في المجتمع، وسط ترقب لما ستؤول إليه مداولات القضاء وما إذا كانت ستشكل رادعًا حقيقيًا للجرائم المرتكبة ضد الحيوانات مستقبلاً.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *