تونس تواجه تحديات كبيرة في إدارة الأسمدة ودعم الزراعة: دعوات لتطوير السياسات لحماية البيئة

حذر خبراء في مجال البيئة من التحديات المتزايدة التي تهدد التنوع البيولوجي في تونس نتيجة لممارسات زراعية غير مستدامة، خاصة في ما يتعلق باستخدام الأسمدة الكيميائية ونظام الدعم الزراعي الحالي. يأتي هذا التحذير في ظل اهتمام متزايد من المنظمات الدولية بضمان تحقيق التنمية المستدامة والوفاء بالتزامات تونس الدولية في مجال حماية البيئة.

وفي إطار السعي إلى التغيير الإيجابي، أعلن الصندوق العالمي للطبيعة – فرع شمال أفريقيا، عن خطط لإعداد وثيقتين سياسيتين تهدفان إلى مراجعة وتنقيح آليات توزيع ودعم الأسمدة في القطاع الزراعي التونسي. وتهدف هذه الخطوة إلى تعزيز الممارسات الزراعية المستدامة وضمان إدارة رشيدة للموارد الطبيعية، بما يعود بالنفع على الفلاحين والبيئة على حد سواء.

وعبر الصندوق عن عزمه تكليف شركة استشارية متخصصة لإعداد الوثيقتين، حيث ستتضمن كل واحدة منهما تحليلاً معمقًا للواقع الزراعي الحالي في تونس، خاصة في ما يتعلق بأثر الاستعمال المكثف للأسمدة على صحة التربة والمياه الجوفية، بالإضافة إلى تقديم توصيات عملية يمكن من خلالها الانتقال نحو نموذج يدعم كلا من الإنتاجية الزراعية والحفاظ على التنوع البيولوجي.

وتعكس الوثيقتان المرتقبتان تصورًا جديدًا لإصلاح نظام الدعم الزراعي، لضمان توجيه الموارد والدعم نحو الخيارات الزراعية التي توازن بين الاحتياجات الاقتصادية والمحافظة على المحيط الطبيعي. ويأتي ذلك في وقت يواجه فيه القطاع الزراعي التونسي تحديات متزايدة نتيجة الضغط على الأراضي والموارد المائية، وهو ما يستدعي تحركًا فوريًا من قبل الجهات الرسمية والشركاء الدوليين.

وختامًا، تتطلع الأوساط البيئية إلى النتائج والتوصيات التي ستصدر عن هذه المبادرة الجديدة، والتي قد تسهم في صياغة سياسات أكثر حماية للبيئة وأكثر دعمًا للمزارعين في تونس، انسجامًا مع التوجهات العالمية الهادفة إلى الاستدامة الزراعية وحماية الأنظمة البيئية الهشة.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *