سجال بين قيادتي الاتحاد والنهضة حول مسار 25 جويلية

شهد موقع فايسبوك اليوم مواجهة كلامية لافتة بين سامي الطاهري، الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل، ورفيق عبد السلام، القيادي في حركة النهضة ووزير الخارجية الأسبق، وذلك في سياق الجدل المتواصل حول تقييم دور الاتحاد وموقفه من مسار 25 جويلية.

بدأ السجال بتدوينة مطولة نشرها رفيق عبد السلام، انتقد فيها قيادة الاتحاد معتبراً أنها ارتكبت “أخطاء جسيمة أضرت بالثورة والديمقراطية”، وأشار عبد السلام إلى أن قيادة المنظمة الشغيلة وقفت، بحسب رأيه، في صف مَن اعتبرهم خصوم الديمقراطية، في إشارة إلى دعم الاتحاد الضمني للإجراءات الاستثنائية التي أعلنها رئيس الجمهورية قيس سعيد في 25 يوليو.

رد سامي الطاهري لم يتأخر، إذ نشر تدوينة حادة على صفحته الرسمية، رفض فيها اتهامات عبد السلام، معتبراً أن الاتحاد ظل وفياً لقيم الديمقراطية والحريات، ومؤكداً أن موقف المنظمة ينبع دائماً من مصلحة البلاد بعيداً عن الاصطفاف الحزبي أو الرهانات السياسية الضيقة. كما دعا الطاهري إلى ضرورة احترام استقلالية الاتحاد وعدم توظيفه في التجاذبات السياسية الحالية.

وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي تصريحات الطرفين على نطاق واسع، حيث انقسمت الآراء بين مؤيد لانتقادات عبد السلام وبين من يرى أن الاتحاد يمثل نقطة توازن ضرورية في المشهد الوطني المعقد بعد 25 جويلية.

يذكر أن العلاقة بين الاتحاد العام التونسي للشغل وحركة النهضة عرفت عدة توترات بعد مسار 25 جويلية 2021، خاصة على خلفية اقتراحات إصلاح سياسي واجتماعي اعتبرها الاتحاد شرطاً لحماية الديمقراطية، في الوقت الذي تتهمه بعض الأطراف بالتقارب مع السلطة التنفيذية على حساب المسار الديمقراطي.

ويتوقع مراقبون أن يستمر الجدل بين أبرز الفاعلين في الساحة السياسية والنقابية في تونس في ظل تصاعد الضغوط الاجتماعية وتعدد المبادرات المطروحة للخروج بالبلاد من حالة الاحتقان المستمرة.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *