اليابان تدخل سباق التنمية في أفريقيا وتحتضن قادة القارة لتعزيز التعاون
انطلقت فعاليات مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في أفريقيا (تيكاد) لعام 2025 في العاصمة اليابانية طوكيو، حيث استقبلت اليابان عدداً من قادة الدول الأفريقية في حدث يستمر لثلاثة أيام، يركز على مستقبل التنمية وعلاقات الشراكة بين اليابان والقارة السمراء. ويأتي هذا المؤتمر في سياق تنافسي متزايد بين القوى الاقتصادية الكبرى، حيث تسعى اليابان إلى تعزيز دورها في أفريقيا وتقديم نفسها كخيار استراتيجي بديل عن الصين التي كانت طوال السنوات الماضية الشريك الأساسي للعديد من البلدان الأفريقية.
شارك في المؤتمر رؤساء دول كبرى مثل نيجيريا وجنوب أفريقيا وكينيا، إلى جانب وفود رفيعة المستوى تمثل مختلف مناطق القارة. بدأت جلسات المؤتمر بكلمات افتتاحية سلطت الضوء على واقع التحديات التي تواجه أفريقيا، خاصة أزمة الديون المتفاقمة، وتراجع الدعم المقدم من الدول الغربية، إضافة إلى تأثير النزاعات الداخلية وتغير المناخ على خطط التنمية.
وتسعى اليابان من خلال هذا الحدث المهم إلى بناء علاقات تعاون أكثر استدامة وشفافية، مركزة على دعم قطاعات مثل التعليم، الرعاية الصحية، والبنية التحتية، مع الوعد بتقديم استثمارات ومساعدات مالية تتيح للدول الأفريقية مواجهة أزماتها الراهنة ودعم النمو المستقبلي. وقد أكد رئيس الوزراء الياباني في كلمته أن بلاده تدرك أهمية الشراكة مع أفريقيا وستعمل على تعزيز مشاريع نقل التكنولوجيا وتعزيز قدرات الموارد البشرية، مع احترام خصوصية واحتياجات كل دولة.
من جهة أخرى، أوضح عدد من المراقبين أن اليابان تسعى للاستفادة من التجارب السابقة لبعض الشراكات الأجنبية في أفريقيا، عبر تقديم مشروعات أكثر شفافية وقيم مضافة حقيقية، بما يمنح قادة القارة خيارات أوسع على صعيد الحلفاء الاقتصاديين.
وفي ظل تصاعد المنافسة الدولية على القارة الأفريقية باعتبارها منطقة ذات موارد واعدة وأسواق نامية، جاء مؤتمر تيكاد ليعكس الخطوات اليابانية الجادة في تطوير نهج تعاون طويل الأمد مع أفريقيا، لا يقتصر على التجارة والاستثمار، بل يتعداه إلى بناء شراكات تعزز الاستقرار والتنمية المستدامة.