تفاصيل توقيف شبكة تهريب مهاجرين من تونس إلى إيطاليا بمبالغ ضخمة

كشفت وسائل إعلام إيطالية يوم 21 أوت 2025 عن عملية أمنية جديدة أجهضت محاولة تهريب 17 مهاجراً غير نظامي من جنسيات عراقية وإيرانية انطلقت من مدينة قليبية الساحلية في تونس باتجاه جزيرة بانتيليريا الإيطالية.

ووفق التحقيقات الأولية، دفع كل واحد من المهاجرين مبلغاً يُقدّر بحوالي 15 ألف دولار أمريكي (ما يعادل 45 ألف دينار تونسي) مقابل المشاركة في هذه الرحلة الخطرة التي يسميها البعض “رحلة الأمل”. وتبيّن المعطيات أن شبكة دولية متخصصة في تهريب البشر تقف وراء هذه العملية، حيث تم التنسيق مع المهربين عن طريق وسطاء يحملون جنسيات مختلفة، من بينهم روماني شارك في التخطيط اللوجستي للرحلة.

انطلقت القارب من سواحل قليبية مجهزاً بتقنيات حديثة لتلافي المراقبة البحرية، متجهاً نحو جزيرة بانتيليريا، التي تُعد من أكثر نقاط العبور قرباً إلى الأراضي الإيطالية. إلا أن التعاون الأمني بين القوات التونسية ونظيرتها الإيطالية أفضى إلى رصد القارب واعتراضه قبل بلوغه السواحل الإيطالية.

أفادت المصادر الأمنية بأن المهاجرين تم نقلهم فوراً إلى مراكز إيواء مؤقتة، وتم فتح تحقيق مع الأطراف المتورطة لكشف باقي أفراد شبكة التهريب ومساراتها المالية. كما أكدت التحقيقات الأولية أن المنظمة تمارس نشاطها عبر عدة دول، وتستهدف بصفة خاصة المهاجرين الفارين من النزاعات والأزمات الاقتصادية.

يذكر أن العمليات الأمنية المشتركة بين البلدين شهدت تصاعداً ملحوظاً في الفترة الأخيرة، ما ساهم في إحباط عدد من المحاولات المماثلة لإنقاذ أرواح العديد من المهاجرين والحد من نشاط الشبكات الإجرامية التي تتاجر بمعاناة الباحثين عن مستقبل أفضل.

تظل ظاهرة الهجرة غير النظامية تشكّل تحدياً إنسانياً وأمنياً هاماً للمنطقة، وتفرض على الحكومات المزيد من التعاون والإجراءات المشتركة للوقاية من هذه الرحلات المحفوفة بالمخاطر، والبحث عن حلول مستدامة تُراعي حقوق الإنسان وتعالج جذور الهجرة.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *