مأساة في بنقردان: إطلاق نار عشوائي يحوّل فرحة الزفاف إلى حزن
تحولت أجواء الفرح في مدينة بنقردان جنوب تونس إلى مأساة أليمة مساء أمس، وذلك إثر حادثة أليمة ذهب ضحيتها شاب في مقتبل العمر خلال احتفاله بزفافه. الحادثة وقعت أثناء إحدى الطقوس التقليدية للزواج المعروفة في الجهة بيوم “الكسوة”، حينما أطلق أحد الحاضرين عيارات نارية في الهواء احتفالاً، كما جرت العادة في بعض الأعراس والمهرجانات.
وبحسب مصادر محلية، فقد تسببت طلقة نارية خرجت من بندقية صيد عن طريق الخطأ أثناء الاحتفال في إصابة العريس إصابة بالغة، بالإضافة إلى إصابة العديد من المدعوين بشظايا. على الرغم من الجهود التي بذلها الطاقم الطبي في المستشفى الجهوي ببنقردان، إلا أن العريس فارق الحياة متأثراً بجروحه، وهو في العقد الثالث من العمر.
انتشرت مشاعر الحزن والصدم بين أفراد عائلته وسكان المدينة، إذ تحولت أجواء العرس إلى مأتم، وسط مناشدات من قبل المجتمع لإيقاف ظاهرة إطلاق النار في المناسبات الخاصة. وقد عبّر عدد من الأهالي عن أسفهم الشديد لهذا الحادث الذي جعل من فرحة العمر مأساة حقيقية، داعين لمزيد من الوعي والتشدد في منع هذه الممارسات التي باتت تهدد الأرواح.
يجدر الذكر أن إطلاق النار العشوائي في الاحتفالات هو عادة قديمة في بعض المناطق، إلا أن تكرار الحوادث المأساوية المرتبطة بهذا السلوك أدى لارتفاع الأصوات المطالبة بتغليظ العقوبات على المخالفين. وقد سجلت الحادثة الأخيرة في بنقردان من جديد نداءات المجتمع المدني والسلطات بضرورة اتخاذ إجراءات صارمة لمنع تكرار مثل هذه الفواجع في المستقبل.
وتواصل السلطات المحلية تحقيقاتها في ملابسات الحادثة، وسط حزن كبير بين أهالي بنقردان الذين كانوا ينتظرون الاحتفال بزفاف الشاب ليجدوا أنفسهم فجأة في وداعه الأخير.