لوكارنو السينمائي: حضور فلسطيني ولبناني قوي وجدالات حول عبد اللطيف كيشيش

شهدت الدورة الجديدة من مهرجان لوكارنو السينمائي، التي عُقدت بين السادس والسادس عشر من أغسطس 2025 في سويسرا، حضورًا مميزًا للسينما العربية، حيث تصدّرت قضايا غزة ولبنان بالإضافة إلى ظهور المخرج الفرنسي-التونسي عبد اللطيف كيشيش اهتمامات الجمهور والنقاد.

حملت هذه الدورة طابعًا استثنائيًا في ظل التوترات الإقليمية والحديث العالمي عن دور السينما في التعبير عن القضايا الإنسانية. كان الافتتاح لافتًا بفيلم تناول معاناة غزة، ما جعل فلسطين في واجهة الحدث، بينما لقيت الأفلام اللبنانية المستوحاة من الواقع اللبناني المضطرب تفاعلًا واسعًا من النقاد وصُنّاع السينما. عبرت هذه الأفلام عن الألم، الحرب، والصمود بأسلوب جريء، مما كرّس حضور القضايا العربية في أحد أبرز المهرجانات الأوروبية.

وللمرة الأولى منذ ما يقارب عامين، بادر مدير المهرجان الإيطالي جيونا نازارو إلى كسر الصمت الذي لطالما خيّم على المهرجانات الغربية تجاه القضية الفلسطينية. ففي كلمة مؤثرة ألقاها أثناء حفل الافتتاح، أعرب نازارو عن تضامن المهرجان مع الشعب الفلسطيني وعن أهمية دعم السينمائيين الفلسطينيين والمنطقة عمومًا لنقل معاناة الشعوب من خلال الفن السابع.

من جانب آخر، استقطب المخرج عبد اللطيف كيشيش حضورًا وجدلًا كبيرين، حيث احتل ظهوره عناوين الصحافة الثقافية. ناقش صنّاع السينما والمثقفون إرث كيشيش السينمائي وتجاربه الجريئة التي تقسم الرأي العام بين مؤيد ومعارض، ويستمر النقاش حول تأثيره وكيف أثّر حضوره على الأجواء الفنية في المهرجان.

هكذا جاءت دورة 2025 من مهرجان لوكارنو السينمائي منصة لحوار عالمي حول الفن والسياسة والهويات، لتؤكد من جديد أهمية السينما في نقل هموم الإنسان وتطلعاته، خاصة في العالم العربي الذي يبحث عن عدالة الصورة وصدق السرد في ظل أزمات متواصلة.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *