هيكل المكي يوجه سلسلة تساؤلات للرئيس قيس سعيد في تحول مفاجئ
في تطور غير مسبوق لمواقفه العلنية، أطلق هيكل المكي، القيادي في حركة الشعب والمعروف بدعمه المستمر لرئيس الجمهورية قيس سعيد، حملة تساؤلات مباشرة إلى رئيس الدولة. ففي تدوينة مطولة نشرها عبر صفحاته في مواقع التواصل الاجتماعي، بادر المكي بطرح عشرة أسئلة موجهة إلى الرئيس حول مسار البلاد ومستقبل الاستحقاقات الوطنية.
هيكل المكي، الذي لطالما تبنّى خطاباً مسانداً لخيارات 25 جويلية والذي اعتبر نفسه مراراً من أشدّ المدافعين عن توجهات الرئيس سعيد، اختار هذه المرة نهج المواجهة عبر الأسئلة بدل الاصطفاف الآلي. فقد عبّر في هذه التساؤلات عن جملة من الشواغل التي تهم المواطن التونسي، متسائلاً عن مدى جدية الإصلاحات وحقيقة التعامل مع التحديات الاقتصادية والمالية، والخطط الحكومية للخروج من الأزمة الراهنة.
ومن بين النقاط الجوهرية التي طرحها المكي، استفساراته حول مصير الحوار الوطني وشروط المشاركة فيه، إضافة إلى أسئلة تتعلق بمحاسبة الفاسدين والآليات المعتمدة لضمان الشفافية، وكذلك وضوح الرؤية في ملف العدالة الانتقالية وحماية الحقوق والحريات.
كما لم تغب عن تدوينته قضايا التنمية الإقليمية ومطالب الجهات المحرومة، بالإضافة إلى تساؤلات حول السياسات الخارجية للدولة وأولوياتها في المرحلة القادمة. وقد أكد هيكل المكي في معرض أسئلته أن الانتقال من مرحلة الشعارات إلى القرارات الحاسمة قد أصبح أمراً ملحاً ينتظره الرأي العام التونسي.
هذا التحول في نبرة الهيكل المكي، الذي كان يوصف بأنه في “خندق واحد” مع الرئيس، قد لفت انتباه المتابعين للشأن السياسي الوطني، وطرح تساؤلات جديدة حول تماسك الحزام السياسي الداعم لرئيس الجمهورية، ومستقبل علاقة حركة الشعب بالرئاسة.
وتأتي هذه المبادرة في ظل سياق وطني يتسم بارتفاع منسوب التوتر السياسي والاجتماعي، ووسط دعوات متزايدة إلى مراجعة السياسات الحكومية وإجراء إصلاحات فعلية تنهي حالة الجمود وتلبي تطلعات التونسيين.
تجدر الإشارة إلى أن تدوينة المكي تحظى بتداول واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يعتبر العديد من النشطاء أن توقيت هذه الأسئلة وتوجهها المباشر يحملان رسائل سياسية وعملية تعكس قلق الداعمين قبل خصوم الرئيس، داعية لمرحلة جديدة من الحوار الصريح حول مستقبل تونس.