انتشار فيديو مزعوم لحادث سيارة في مقبرة… والحقيقة تكشف مفاجأة
شهدت منصات التواصل الاجتماعي في تونس الأيام الماضية موجة جدل واسعة بعد تداول روادها لمقطع فيديو يُظهر ما يبدو أنه حادث سيارة وقع داخل إحدى المقابر، مصحوباً بتعليقات لاذعة وروح دعابة سوداء حول انتشار الحوادث داخل المقابر، حتى أصبح الموتى “غير آمنين” من تبعاتها في تونس.
سريعاً تحول الفيديو إلى مادة دسمة للنقاش الفكاهي والغاضب بين المستخدمين، فبينما تهكم البعض على تردي الأوضاع والسلامة المرورية داخل البلاد، ذهب آخرون للبحث عن حقيقة الفيديو وظروفه الحقيقية بعيداً عن التفسيرات الساخرة.
وبعد بحث وتأكد من مصادر موثوقة، تبيّن أن هذا المقطع المتداول لم يتم تصويره لا في تونس ولا حتى في دولة عربية، بل يعود أصله إلى حادث وقع خلال تصوير محتوى ترفيهي لصالح إحدى شركات الإنتاج، ولم يكن حادثاً حقيقياً. المقطع وُظف ضمن سياق غير واقعي وتم استغلاله عبر شبكات التواصل في بلدان عدة، ليجد طريقه أخيراً إلى دائرة النقاش التونسي عن طريق بعض الصفحات والحسابات التي غالباً لا تتحرى دقة المعلومات قبل نشرها.
يأتي هذا في وقت تتزايد فيه التحذيرات من خطورة ترويج الأخبار والمقاطع المفبركة أو الخارجة عن سياقها الحقيقي، خصوصاً مع الانتشار السريع للمعلومات الخاطئة على الإنترنت وما قد تسببه من إرباك للرأي العام. وتدعو العديد من الجمعيات المختصة والمبادرات الصحفية في تونس إلى ضرورة التأكد من مصادر المعلومات والاعتماد على المنصات الرسمية أو وسائل الإعلام الموثوقة، للحفاظ على مصداقية النقاش العمومي ومنع انتشار الشائعات.
هكذا يبقى الحادث المزعوم داخل المقبرة درساً جديداً حول أهمية التحليل والتدقيق قبل الانجراف خلف عناوين الأخبار المثيرة، وضرورة تعزيز الثقافة الإعلامية لدى رواد مواقع التواصل، خاصة في زمن باتت فيه الحقيقة والصورة المفبركة متجاورتين على شاشات الجميع.