انسحاب كارفور من السوق الإيطالية بعد خسائر فادحة
أعلنت مجموعة كارفور الفرنسية رسمياً عن خروجها من السوق الإيطالية ببيع عملياتها هناك لمجموعة الصناعات الغذائية الإيطالية “NewPrinces”، وذلك في صفقة تُقدّر قيمتها بنحو مليار يورو. يأتي هذا القرار عقب سلسلة من الخسائر التشغيلية التي منيت بها الشركة في إيطاليا خلال عام 2024، حيث تكبدت خسائر قُدّرت بما بين 67 و180 مليون يورو، وفقًا لعدة مصادر صحفية.
تشمل الصفقة انتقال ملكية أكثر من 1180 فرعاً من فروع كارفور في مختلف أنحاء إيطاليا إلى المجموعة الإيطالية، ومن المتوقع إتمام كافة الإجراءات قبل نهاية العام الجاري. وتُعد إيطاليا خامس أكبر سوق لعملاق تجارة التجزئة الفرنسي بعد فرنسا والبرازيل وإسبانيا وبلجيكا، وقد سجلت شبكة متاجر كارفور هناك مبيعات صافية بلغت حوالي 3.7 مليار يورو في 2024.
بحسب تصريحات مصادر قريبة من إدارة كارفور، جاء هذا القرار نتيجة المزيج بين الضغوط المتنامية في السوق الإيطالية، وصعوبة تحقيق الأرباح، بالإضافة إلى حملات المقاطعة التي تضررت منها الشركة في عدة دول. كما يُنظر إلى هذه الخطوة باعتبارها استجابة لتحولات عميقة في توجهات المستهلكين وسلوكياتهم الشرائية، وسط منافسة قوية بين شبكات التجزئة العالمية والمحلية في إيطاليا.
جدير بالذكر أن كارفور عملت في السوق الإيطالية منذ أكثر من ثلاثة عقود، وفي حين واجهت الشركة تحديات متصاعدة في السنوات الأخيرة، فإن انسحابها يشكل علامة فارقة في قطاع تجارة التجزئة الأوروبي. من المتوقع أن تواصل “NewPrinces” تشغيل شبكة المتاجر تحت إدارتها مع الاستفادة من الخبرات والكوادر الحالية، بالإضافة إلى دراسة مشاريع تطويرية مستقبلية لتحسين الأداء وتوسيع الحضور في القطاع الغذائي الإيطالي.
تراقب الأسواق الأوروبية هذه التحولات عن كثب، إذ يُنظر إلى انسحاب كارفور من إيطاليا كلحظة دراماتيكية تؤشر لتغيرات أعمق في ديناميات الأسواق الكبرى، وهو ما يدفع الشركات الكبرى لإعادة النظر في استراتيجياتها الاستثمارية عالمياً ومحلياً.