تحول ملحوظ في طرق الهجرة غير النظامية: انخفاض لافت بنسبة المهاجرين التونسيين إلى إيطاليا سنة 2025

سجّل تقرير جديد صادر عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تغيرًا جوهريًا في خريطة الهجرة غير النظامية إلى السواحل الإيطالية خلال عام 2025. فقد أشار التقرير إلى أن عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى إيطاليا بين يناير وأغسطس 2025 بلغ 42,693 شخصًا، ما يمثل ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 2% مقارنة بنفس الفترة من عام 2024، حيث كان العدد 42,006 مهاجرين.

وبحسب ما جاء في ذات التقرير، شهدت نسبة المواطنين التونسيين الواصلين إلى السواحل الإيطالية تراجعًا حادًا، حيث انخفضت من 35% من إجمالي المهاجرين خلال السنوات الماضية إلى 8% فقط في سنة 2025. وتوضّح الإحصائيات الحديثة أن عدد المهاجرين التونسيين غير النظاميين بلغ 648 مهاجرًا فقط حتى منتصف يوليو 2025، مقابل 3462 في نفس الفترة من العام الماضي، ما يشير إلى تراجع ملحوظ في تدفق المهاجرين القادمين من تونس.

من جهة أخرى، تواصل ليبيا تصدّرها كمحطة انطلاق رئيسية لرحلات الهجرة غير النظامية عبر البحر الأبيض المتوسط باتجاه إيطاليا خلال نفس الفترة، إذ أضحت نقطة الانطلاق لنسبة 88% من إجمالي المهاجرين. ويفسر خبراء هذه التحولات بوجود عدة عوامل منها تشديد الرقابة في السواحل التونسية، والتعاون المتزايد بين السلطات المحلية والمنظمات الدولية، إلى جانب تغير ديناميكيات شبكات التهريب في المنطقة.

وعلى الرغم من الانخفاض الملحوظ في عدد الوافدين من تونس، إلا أن معدلات الهجرة غير النظامية من مناطق أخرى في شمال إفريقيا بقيت مرتفعة، مع استمرار ارتفاع معدلات المخاطر المرتبطة بالعبور البحري، حيث تظل سلامة المهاجرين محور اهتمام كبير من قبل السلطات الإيطالية والمنظمات الإنسانية الدولية.

ومن المرجح، حسب تقارير المتخصصين في ملف الهجرة، أن يؤدي استمرار هذه السياسات الرقابية والعوامل الإقليمية إلى استمرار تراجع أعداد المهاجرين التونسيين نحو أوروبا عبر السواحل الإيطالية ما لم تطرأ مستجدات كبرى في الأوضاع الاجتماعية أو الأمنية في المنطقة.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *