ارتفاع ملحوظ في عدد الشهادات التونسية المعترف بها في ألمانيا خلال 2024

سجّل عدد الشهادات المهنية الصادرة عن تونس والمعترف بها في ألمانيا ارتفاعاً لافتاً خلال عام 2024، بحسب بيانات رسمية صادرة عن المكتب الإحصائي الاتحادي الألماني. وأظهرت الإحصائيات أن تونس أصبحت ضمن قائمة أبرز الدول التي صارت شهاداتها المهنية تحظى باعتراف السلطات الألمانية، متقدمة بذلك على كل من الهند وسوريا في هذا المجال.

ووفقاً للأرقام المتداولة، فقد بلغ عدد الشهادات التونسية التي اعتمدتها الجهات الألمانية نحو 5,300 شهادة خلال العام الجاري. وجاءت هذه الأرقام بعد زيادة ملحوظة في معدلات الهجرة المهنية من دول جنوب المتوسط إلى ألمانيا، مدفوعة بإجراءات التسهيل في الاعتراف بالشهادات الأجنبية لمواكبة احتياجات سوق العمل الألماني الذي يعاني من نقص حاد في الكفاءات.

ويشير مراقبون إلى أن مكانة تونس بين أكبر الدول المصدرة للشهادات المعترف بها تعكس الجهود الحثيثة التي بذلتها الجامعات ومؤسسات التكوين المهني التونسية للارتقاء بمستوى برامجها لتتوافق مع المعايير الأوروبية والألمانية على وجه الخصوص. هذا التقدم يأتي في وقت حافظت فيه دول مثل تركيا وأوكرانيا على مواقع متقدمة أيضاً في هذا التصنيف، بينما تراجعت الهند وسوريا نسبياً مقارنة بتونس.

وتزداد أهمية هذه الأرقام في ظل سعي ألمانيا المستمر لجذب الكفاءات الأجنبية، حيث شرعت السلطات خلال السنوات الأخيرة في تسريع إجراءات الاعتراف بالشهادات المهنية القادمة من الخارج، وذلك بهدف تعزيز سوق العمل بالخبرات المطلوبة وتعويض النقص الحاصل في بعض القطاعات الحيوية.

ويتوقع خبراء في قضايا الهجرة والتشغيل في أوروبا أن تستمر تونس في تسجيل مزيد من التقدم على هذا المؤشر خلال السنوات المقبلة، خاصة مع استمرار الطلب المرتفع على الكفاءات الأجنبية في ألمانيا وتنظيم برامج الشراكات والتدريب المهني بين البلدين. كما أشاروا إلى أن هذه التطورات ستسهم في تحسين فرص العمل والتأهيل المهني للشباب التونسي الراغب في استكشاف فرص مهنية جديدة خارج البلاد.

تشير هذه المعطيات إلى أن سوق العمل الألماني بات أكثر انفتاحاً على الكفاءات التونسية، مما يعود بالفائدة على البلدين سواء من حيث تطوير المهارات البشرية أم دعم العلاقات الثنائية في مجال التكوين والتشغيل.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *