ارتفاع أعداد السياح البريطانيين في تونس: موسم واعد يعيد الأمل للقطاع السياحي

سجّلت تونس خلال موسم الخريف الحالي انتعاشاً ملحوظاً في حركة السياحة البريطانية، حيث عادت أعداد السياح البريطانيين والأوروبيين إلى الارتفاع بقوة بعد سنوات من التراجع الذي أعقب أحداث الإرهاب التي شهدتها البلاد قبل عشر سنوات.

بحسب تقارير دولية وتصريحات رسمية من السفارة البريطانية، فإن عام 2025 يمثل نقطة تحول في قطاع السياحة التونسي، حيث يتوقع أن يصل عدد الزوار البريطانيين إلى حوالي 400 ألف زائر. ويعود هذا الإقبال الكبير إلى مجموعة من العوامل، منها التحسن الكبير في المستوى الأمني، والإجراءات المشددة التي اعتمدتها السلطات التونسية، إلى جانب جاذبية تونس من حيث المناخ المعتدل والشواطئ الرملية الممتدة والمدن التاريخية والمتنوعة.

عشرة أعوام مرت على الهجمات الإرهابية التي استهدفت منتجع سوسة ومتحف باردو، ومع مرور السنوات عملت الحكومة التونسية على إعادة ثقة الزوار عبر تطوير المنظومة الأمنية في المناطق السياحية والمواقع الحيوية، بالإضافة إلى تنويع الخيارات السياحية وتطوير البنية التحتية. وأشاد السفير البريطاني رودي دراموند بهذه الجهود التي قال إنها “أثمرت نتائج ملموسة وجعلت السياح البريطانيين يشعرون بالأمان مجدداً”.

ولا تقتصر جاذبية تونس على شواطئها ومناخها فحسب، بل أصبحت أيضاً وجهة مثالية لعشاق الثقافة والتاريخ بفضل المدن القديمة مثل تونس العاصمة وقرطاج وسيدي بوسعيد، كما تستقطب السياحة العلاجية والراغبين في خوض مغامرات في الصحراء الجنوبية والمناطق الجبلية شمالاً.

من جهته، يراهن القطاع السياحي على استمرار هذا النمو خلال موسم الشتاء المقبل، حيث تتواصل حملات الترويج باعتماد عروض مغرية وأسعار تنافسية لجذب مزيد من الأوروبيين.

وتأمل السلطات التونسية في بلوغ أرقام قياسية جديدة بعد سنوات من التحديات، وتعتبر عودة الزوار البريطانيين مؤشراً إيجابياً على بداية مرحلة انتعاش اقتصادي يخدم مختلف القطاعات الحيوية في البلاد.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *