حقيقة وفاة جراحة القلب شيماء وليد والموجة الإعلامية في تونس

شهدت الأوساط الطبية والإعلامية مؤخراً تفاعلاً واسعاً مع نبأ وفاة الدكتورة شيماء وليد، جراحة القلب الشابة في معهد ناصر بالقاهرة، والذي أثار حالة من الحزن في مصر وانتقل أثره بسرعة إلى الشارع التونسي بعد أن تم تداول شائعات عن انتمائها لتونس.

بدأت القصة بتداول صفحات على منصات التواصل الاجتماعي بأن الفقيدة طبيبة تونسية، الأمر الذي خلق حالة تعاطف كبيرة بين التونسيين، خاصة في الأوساط الطبية والشعبية. جاء هذا التفاعل لأن وفاة جراحة قلب شابة بعد عملية طويلة استمرت قرابة خمس ساعات شكلت صدمة ومفجعاً للمجتمع الطبي العربي، الذي اعتاد في الأشهر الأخيرة على توديع شباب واعد من أصحاب الكفاءات العالية في أوقات مبكرة.

غير أن تقارير إعلامية موثوقة من الجانب المصري، وأيضاً تحقيقات لاحقة أجرتها منصات التحقق الإخبارية، أكدت بشكل قاطع أنه لا توجد أي صلة للراحلة بتونس، حيث أن الدكتورة شيماء وليد مصرية الأصل والجنسية، وعملت في معهد ناصر الشهير بالقاهرة. وأوضحت المصادر أن وفاتها جاءت إثر تعرضها لتوقف مفاجىء في القلب بعد إجرائها عملية جراحية شاقة لمريض كانت قد استغرقت عدة ساعات من الجهد المتواصل، لتنتهي بعدها حياتها بشكل مفاجئ وصادم لكل من عرفها أو عمل معها.

وردت الأسرة الطبية التونسية، بعد وضوح حقيقة جنسية الطبيبة الراحلة، بتأكيد التعاطف والتقدير لجهود الكوادر الطبية العربية عامةً، مع التأكيد على ضرورة تحري الدقة في نقل الحقائق وتداول الأخبار، خاصة على منصات التواصل الاجتماعي التي قد تخلق أحياناً موجة من المعلومات المغلوطة أو الانفعالية.

بهذا الحدث المؤلم، أعادت وفاة الدكتورة شيماء وليد إلى الأذهان التحديات الكبيرة التي يواجهها الأطباء العرب في بيئات عملهم، وما يقدمه هؤلاء من تضحيات يومية في سبيل إنقاذ الأرواح والحفاظ على صحة مجتمعاتهم. وتبقى قصتها تذكاراً مريراً لأهمية صحة الطبيب النفسية والجسدية ودعوة لتقدير جهود العاملين في القطاع الصحي وتعزيز الدعم المجتمعي لهم.

هكذا، يثبت الواقع مرة أخرى أن الخبر في عصر سرعة تدفق المعلومات على المواقع والشبكات الاجتماعية بحاجة دائماً إلى تحقق وتدقيق ومسؤولية في النقل والتفاعل.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *