دراسات متضاربة حول تأثير تناول “تايلينول” خلال الحمل على صحة الأطفال النفسية والعصبية

أثار موضوع علاقة تناول “تايلينول” (الاسم التجاري للباراسيتامول) أثناء الحمل بظهور اضطرابات في النمو العصبي لدى الأطفال، مثل التوحد أو اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، موجة جديدة من النقاشات العلمية والطبية في الولايات المتحدة وخارجها.

تعود جذور القضية إلى دراسات سابقة ربطت بين استخدام الأمهات الحوامل للباراسيتامول وارتفاع معدلات إصابة المواليد بالتوحد واضطرابات فرط الحركة ونقص الانتباه. إحدى الدراسات الصادرة عن جامعة جونز هوبكنز، والتي اعتمدت على تحليل عينات دم الحبل السري، أشارت إلى أن التعرض المرتفع للدواء قد يُصاحَب بزيادة احتمال إصابة الطفل بهذه الاضطرابات مقارنة بأولئك الذين تعرضوا لكمية أقل.

ورغم هذه النتائج، حذَّرت نفس الدراسة من استخلاص نتائج قاطعة بشأن التسبب المباشر للدواء في ظهور هذه الحالات، مؤكدةً أن الأمر يتعلق بعلاقة ارتباطية لا تعني بالضرورة وجود علاقة سببية، وأن هناك العديد من العوامل الوراثية والبيئية التي قد تلعب دورًا في ذلك.

على الجانب الآخر، صدرت أبحاث ومراجعات حديثة—من بينها دراسة نُشرت في مجلة JAMA—تنفي وجود أدلة قوية تثبت تسبب “تايلينول” في أي من هذه الاضطرابات بشكل مباشر. أوضحت هذه الدراسات أن بعض العوامل الأسرية أو الحالات الطبية لدى الأمهات قد تؤثر في ارتفاع نسب تناول الباراسيتامول أثناء الحمل، ما يدفع العلماء للبحث بعمق في الخلفيات الوراثية والاجتماعية للمشاركين قبل استخلاص استنتاجات نهائية.

ومع استمرار تضارب الأدلة العلمية، تبقى التوصيات الطبية الحالية تدعو إلى استخدام مسكنات الألم، بما في ذلك الباراسيتامول، أثناء الحمل عند الضرورة فقط وتحت إشراف طبي، مع مراعاة تجنب الإفراط في تناول أي دواء بدون استشارة المختصين. كما يؤكد الخبراء على أهمية التوعية بسلامة الأدوية خلال الحمل ومتابعة الأبحاث المستجدة في هذا المجال.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *