انخفاض عدد الأطفال المسجلين بدور الحضانة ورياض الأطفال في تونس: أسباب وتداعيات

شهد قطاع رياض ومحاضن الأطفال في تونس تراجعًا لافتًا في عدد الأطفال المسجلين خلال السنوات الأخيرة، ما أثار قلق العاملين والمهتمين بهذا المجال. وقد عقدت الغرفة الوطنية لرياض ومحاضن الأطفال صباح الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 ندوة صحفية بمقر الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية لمناقشة وضع القطاع، وذلك برئاسة السيدة نبيهة كمون تليلي رئيسة الغرفة وبحضور عدد من الأعضاء.

في مداخلتها، أكدت السيدة كمون تليلي أن نقص عدد الأطفال المسجلين بدور الحضانة أصبح ظاهرة تتكرر كل موسم، موضحةً أن هذا التراجع بلغ مستويات غير مسبوقة في بعض الجهات، حيث انخفضت نسبة التسجيل بنحو 50% مقارنةً بالسنوات السابقة، وهو ما ينعكس سلبًا على العاملين والمؤسسات المختصة في رعاية الطفولة المبكرة.

وأشارت السيدة كمون إلى أن هذا التراجع يعود إلى عدة أسباب متراكمة، من أهمها تدهور القدرة الشرائية للأسر التونسية، الأمر الذي جعل الكثير من الأولياء يفضلون رعاية أبنائهم في المنزل أو البحث عن حلول بديلة مثل الاعتماد على الأقارب. كما انتقدت رئيسة الغرفة انتشار المؤسسات غير المرخصة وقلة الرقابة عليها، معتبرةً أنها تتسبب في منافسة غير عادلة للقطاع المنظم وتؤثر سلبًا على جودة الخدمات المقدمة للأطفال.

ولفتت إلى التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية التي تلحق بقطاع رياض ومحاضن الأطفال جراء هذا الانخفاض، موضحةً أن العديد من المؤسسات قد تضطر إلى غلق أبوابها أو تقليص عدد العاملين لديها إذا استمر الوضع على ما هو عليه. كما نوهت بالحاجة الملحة إلى دعم حكومي أكبر، سواء عبر تحسين آليات الرقابة والتأطير أو من خلال تحفيز الاستثمار في مجال رعاية الطفولة المبكرة.

وفي ختام الندوة، دعت الغرفة جميع الأطراف المتدخلة إلى ضبط خطة وطنية لإنقاذ القطاع ودعم الأسر لتسهيل إدماج الأطفال في مؤسسات الحضانة والتنشيط، لما في ذلك من أثر إيجابي على التنمية الاجتماعية والمعرفية للأجيال الصاعدة.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *