ارتفاع عدد المدمنين في تونس: دراسة تكشف أرقاما مقلقة خاصة بين اليافعين

في تقرير حديث صادر عن وزارة الصحة التونسية، أكد الدكتور نبيل بن صالح، المسؤول عن ملف الإدمان في الوزارة، أن نسبة كبيرة من التونسيين يعانون من مشكلات الإدمان على المواد المخدرة والكحوليات، حيث تشير آخر الأرقام المتوفرة أن حوالي ربع السكان يواجهون هذا التحدي الصحي والاجتماعي.

وأضاف الدكتور بن صالح أن دراسة تعود إلى سنة 2021 أظهرت مؤشرات مثيرة للقلق، إذ سجل استهلاك المخدرات بمختلف أنواعها، مثل القنب الهندي («الزطلة») والإكستازي، تصاعداً ملحوظاً بين فئة التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و17 عاماً. وأكد أن انتشار هذه الظاهرة قد تضاعف في صفوف المراهقين مقارنة بفترات سابقة، ما يعكس التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي شهدها المجتمع التونسي خلال العقد الأخير.

وتفيد المعطيات أن نحو مليوني تونسي قد تعرضوا لمخاطر الإدمان بدرجات متفاوتة، بينهم نسبة هامة من الطلبة والشباب. ويمثل القنب الهندي أكثر أنواع المخدرات استهلاكاً، فيما يزداد القلق إزاء تعاطي المواد الكيميائية والمنشطات الأخرى. ووفق تصريحات مسؤولي الصحة، ارتفعت معدلات تعاطي المخدرات والكحول بشكل ملحوظ لدى الشباب، حيث أصبح الأمر يشكل تهديداً حقيقياً للصحة العامة ويستدعي تكثيف الجهود للحد من انتشار هذه الظاهرة.

من جهة أخرى، دعت مختلف الهيئات المعنية إلى اعتراف قانوني بأن مشكلة الإدمان تمثل مرضاً يتطلب حلولاً علاجية ومرافقة اجتماعية ونفسية، وليس مجرد مخالفة قانونية. وفي هذا الإطار، تعمل وزارة الصحة على تطوير برامج التوعية والدعم والعلاج الموجهة لفئات الشباب بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني والخبراء المختصين.

وتبقى معالجة الإدمان أولوية وطنية تتطلب تضافر الجهود بين مختلف الأطراف للحد من انتشاره، عبر نشر برامج الوقاية، وتوسيع الوصول إلى مراكز العلاج والدعم النفسي والاجتماعي، والتأكيد على أهمية الأسرة والمدرسة في توجيه الشباب نحو بدائل سليمة وحياة صحية.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *