الدوحة تستضيف قمة عربية إسلامية استثنائية للرد على التصريحات الإسرائيلية الأخيرة
في خطوة مهمة تعكس حراكًا دبلوماسيًا مكثفًا في المنطقة، تستعد العاصمة القطرية الدوحة لاحتضان قمة عربية إسلامية استثنائية يومي الأحد والاثنين المقبلين، بحضور عدد كبير من القادة والزعماء العرب والمسلمين. تأتي هذه القمة غير العادية في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، لا سيما بعد التصريحات الأخيرة التي أدلى بها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول استضافة الدوحة لمكتب لحركة حماس.
وردت دولة قطر بقوة على هذه التصريحات، حيث وصفتها وزارة الخارجية القطرية بأنها “متهورة” وغير مسؤولة، وشددت في بيان رسمي على مضي الدوحة في العمل مع شركائها الإقليميين والدوليين لضمان محاسبة رئيس الحكومة الإسرائيلية ووقف سياساته العدائية. ونفت مصادر قطرية رسمية صحة الكثير من المزاعم التي تم ترويجها في الصحافة الإسرائيلية بشأن طبيعة نشاط حركة حماس في العاصمة القطرية، وأكدت التزام الدوحة بمسؤولياتها تجاه حماية أمنها وأمن ضيوفها وعدم السماح باستغلال أراضيها لأي نشاط يهدد السلم الإقليمي أو الدولي.
تهدف القمة التي دعت إليها قطر إلى توحيد الموقف العربي والإسلامي في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة، وخصوصًا مع تزايد الاستهداف الإسرائيلي المتعلق بالقضية الفلسطينية ومساعي ضرب الاستقرار الداخلي في عدة دول عربية. مصادر دبلوماسية أكدت أن جدول أعمال القمة يتضمن ملفات عديدة، أبرزها دعم صمود الشعب الفلسطيني، ودراسة الرد الجماعي على التصرفات الإسرائيلية الأخيرة، إلى جانب تعزيز آليات التضامن والتعاون الأمني والاقتصادي بين الدول المشاركة لمواجهة التحديات الراهنة.
ويأمل المراقبون أن تنتج هذه القمة مواقف وخطوات عملية تؤدي إلى خفض التصعيد في المنطقة، والإسهام في رسم خارطة طريق مشتركة لمعالجة الملفات الساخنة بشكل متوازن وفعّال، كما تعتبر فرصة لتجديد التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية والتضامن مع السكان المقيمين في المناطق الساخنة. تجدر الإشارة إلى أن الدوحة أكدت التزامها بسياسة الحوار والعمل المشترك، داعية جميع الأطراف لضبط النفس وتغليب صوت العقل والمصلحة الجماعية.