تحذيرات غربية للخليجيين: لا تعتمدوا على ترامب في ملفات المنطقة

شهدت العاصمة القطرية الدوحة توتراً غير مسبوق، بعد قصف إسرائيلي استهدف فيلا كانت تحتضن اجتماعاً قيادياً لممثلي حركة حماس، في حادثة أثارت ردود فعل سريعة وإرباكاً بين المسؤولين القطريين. ففي تمام الساعة 3:46 مساء يوم الثلاثاء، سقطت قنابل إسرائيلية على الفيلا الواقعة في الحي الدبلوماسي، لتهرع الجهات المعنية نحو المكان في ظل تصاعد سحب الدخان من موقع الحدث.

وخلال أقل من عشر دقائق على الهجوم، تلقى المسؤولون في الدوحة اتصالاً من ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، حيث أوضح أن الضربة الإسرائيلية جرت بعلم ومتابعة أمريكية وأنها كانت موجهة لمجموعة من قيادات حركة حماس. هذا التواصل بين الجانب الأمريكي والقطري جاء في محاولة لتخفيف حدة الأزمة، لكنه أبرز في الوقت ذاته مدى تورط واشنطن في تفاصيل الملف الفلسطيني القطري.

في غضون ذلك، عبر عدد من مستشاري ترامب ومسؤولين أمريكيين عن امتعاضهم من عمليات إسرائيل داخل قطر واعتبروها مخاطرة غير محسوبة، في ظل سعي بعض الأطراف إلى إبقاء باب الوساطة القطرية مفتوحاً ضمن جهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة. ومع ذلك، قررت قطر لاحقاً تعليق جهود الوساطة، مما زاد المشهد السياسي الإقليمي تعقيداً.

وتعليقاً على هذه التطورات، نشرت وسائل إعلام غربية تقارير تحذر فيها قادة دول الخليج من المراهنة الكلية على وعود ترامب أو سياسته، مشيرة إلى أن الأحداث الأخيرة أظهرت محدودية تأثيره الفعلي على قرارات الحلفاء في المنطقة. كما شددت تلك التقارير على ضرورة وجود سياسات مستقلة للخليجيين واستعدادهم لكافة السيناريوهات السياسية والعسكرية، خاصة في ظل تصاعد المخاطر الإقليمية واختلاف أولويات المصالح الأمريكية بعد إدارة ترامب.

وتواصل النقاش حول مستقبل العلاقات الخليجية الأمريكية، ودور قطر في ملف التهدئة الفلسطينية، وسط دعوات لتعزيز وحدة الموقف الخليجي وعدم الاعتماد المطلق على تعهدات الإدارات الأمريكية المتعاقبة.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *