مباركة عواينية تنتقد تعامل السلطات مع احتجاجات أمام السفارة الأمريكية في تونس

أعربت مباركة عواينية، أرملة الشهيد محمد البراهمي وواحدة من أشد الداعمين للرئيس قيس سعيد، عن استيائها الشديد من الطريقة التي أدارت بها السلطات التونسية أحداث الاعتصام الذي أقيم مؤخراً أمام السفارة الأمريكية في العاصمة تونس. وأكدت عبر منشوراتها على وسائل التواصل الاجتماعي أن الإجراءات الأمنية المشددة التي صاحبت فض الاعتصام كانت غير مبررة، مشيرة إلى أن اللوم لا يقع فقط على أعوان الأمن المنفذين بل يتوجه بالأساس إلى الجهات التي أصدرت أوامر التدخل.

وجاء هذا الاعتصام كجزء من تحركات احتجاجية أطلقتها تنسيقيات دعم القضية الفلسطينية في تونس، والتي طالبت بوقف أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، ودعت السلطات لاتخاذ مواقف أكثر حزماً في مواجهة السياسات الأمريكية الداعمة لإسرائيل، خاصةً في ظل التطورات الأخيرة في غزة.

ولم تخفِ عواينية قلقها المتزايد من ما أسمته “تبخر المفاهيم الوطنية أمام الإكراهات الدولية”، معتبرة أن السيادة الوطنية تحولت إلى مجرد عبارات ترفع في المناسبات دون انعكاس حقيقي على سياسات الدولة أو قراراتها.

وأضافت عواينية أن التدخل الأمني العنيف أظهر تناقضاً بين الشعارات الرسمية عن حماية السيادة وصيانة الحقوق، وبين الممارسات الميدانية التي قالت إنها لم تبعث برسائل إيجابية للشعب أو للمجتمع المدني. واعتبرت أن مثل هذه التصرفات قد تضعف ثقة التونسيين في قدرة الدولة على حماية تطلعاتهم، خاصة فيما يتعلق بمواقفهم من القضايا الإقليمية والإنسانية.

وتتزامن هذه التصريحات مع موجة واسعة من الانتقادات التي يوجهها مدافعون عن حقوق الإنسان وبعض الأحزاب السياسية للسلطات التونسية، معبرين عن قلقهم من تضييق هامش الحريات العامة عند التعامل مع قضايا يعتبرها جزء كبير من الشارع التونسي ذات بعد وطني وقومي. وتطالب هذه الأطراف بإعادة النظر في أساليب التعامل مع التحركات الشعبية، وتوفير الحماية القانونية للمتظاهرين السلميين.

هذه الأحداث تثير تساؤلات ملحة حول مدى التزام الدولة فعلياً بقيم الحرية والسيادة عند الامتحان، وما إذا كانت الشعارات المرفوعة تُترجم فعلاً إلى إجراءات وسياسات على أرض الواقع.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *