جزيرة ناورو المجهولة تثير الجدل بعد تصويتها ضد إقامة دولة فلسطينية

أثار تصويت دولة ناورو، الجزيرة الصغيرة الواقعة في المحيط الهادئ، ضد قرار يدعم إقامة الدولة الفلسطينية ضمن الجمعية العامة للأمم المتحدة، موجة من التساؤلات بين التونسيين على وسائل التواصل الاجتماعي.

قرار الأمم المتحدة الأخير كان يهدف إلى اعتماد إعلان يعزز خطوات ملموسة لإرساء حل الدولتين، وهو المسار الذي يحظى بتأييد واسع دولياً. وبرغم التأييد الساحق للقرار من قبل الأغلبية، قررت بعض الدول معارضته بشكل علني، من بينها ناورو إلى جانب دول أخرى مثل الولايات المتحدة وإسرائيل وهنغاريا وباراغواي وعدة دول جزرية صغيرة.

ناورو تعتبر من أصغر دول العالم وأكثرها غموضاً بالنسبة للرأي العام العربي، وهي جمهورية تقع في ميكرونيزيا وتبلغ مساحتها 21 كيلومتر مربع فقط، ويقطنها قرابة عشرة آلاف نسمة. يجهل كثير من التونسيين موقع ناورو على الخريطة أو حتى طبيعة سياستها الخارجية، مما دفع الكثيرين للبحث عنها بعد ظهور اسمها في قوائم التصويت الأممية.

قرار ناورو بالتصويت ضد حل الدولتين لم يكن الأول من نوعه في السياسات الدولية، إذ غالبًا ما تصطف الدولة إلى جانب مواقف بعض حلفائها مثل الولايات المتحدة في ملفات متصلة بالنزاعات الدولية، وبالأخص عند طرح قرارات تتعلق بالقضية الفلسطينية أو العلاقات الشرق أوسطية. ويفسر بعض المحللين مواقف ناورو تلك بالسعي للحفاظ على مصالحها وعلاقاتها مع القوى الكبرى، لاسيما وأنها تحصل على دعم وتعاون اقتصادي مهم من بعض هذه الدول.

هذا التصويت أعاد إلى الواجهة تساؤلات حول أدوار الدول الصغيرة في قضايا دولية حساسة، ومدى تأثيرها الرمزي أو الفعلي ضمن منظومة الأمم المتحدة، وحفز التونسيين وغيرهم من الشعوب العربية على اكتشاف المزيد عن ناورو، التي خرجت من دائرة المجهول إلى صدارة النقاشات الرقمية خلال الساعات الماضية.

يبقى تصويت ناورو وأشباهها تذكيراً بمشهد متباين من التحالفات والسياسات في المجتمع الدولي، وكذلك بمدى قدرة حدث أممي على جعل أصغر دول العالم مركز الحديث في المنطقة العربية لبعض الوقت.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *