مزاعم حول نقل قيادة حركة حماس إلى تونس تثير جدلاً واسعاً

في الآونة الأخيرة، تناولت بعض وسائل الإعلام تقارير مثيرة للجدل بشأن نية إيران نقل قيادة حركة حماس إلى تونس، وذلك عقب زيارة رسمية لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى العاصمة التونسية ولقائه بالرئيس قيس سعيد. مصادر إعلامية أشارت إلى أن الهدف غير المعلن من هذه الزيارة كان دراسة إمكانية استضافة تونس لقيادة حركة حماس، مع الحديث عن ترتيبات مفترضة تشمل استخدام جوازات سفر إيرانية مقابل دعم مالي.

هذه المزاعم تناقلتها بعض الصحف الأجنبية نقلاً عن مقالات وتقارير صدرت عن صحفيين أوروبيين، إلا أنه حتى الآن لم تصدر أي بيانات رسمية من الجانب التونسي أو الإيراني تؤكد أو تنفي صحة هذه الأنباء. ومما يزيد من حالة الغموض، هو ان بعض الجهات الإعلامية التي روجت لهذه المعلومات لم تروي سوى من خلال ما سمته “مصادر موثوقة” دون تقديم أدلة أو وثائق واضحة.

يذكر أن زيارة عباس عراقجي إلى تونس كانت، بحسب التصريحات الرسمية، تهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي ومناقشة القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصة مع تصاعد التوتر في المنطقة. وقد أكد عراقجي بعد لقائه بقيس سعيد على أهمية العلاقات التاريخية بين البلدين، وضرورة توحيد المواقف تجاه عدة ملفات تتعلق بالقضية الفلسطينية والتطورات الإقليمية.

في هذا السياق، أشار مراقبون إلى أن لجوء حركة حماس إلى البحث عن مركز قيادة بديل خارج غزة يأتي ضمن سيناريوهات افتراضية ترتبط بضغوط وتحولات سياسية وأمنية في المنطقة، إلا أن اختيار تونس تحديداً يبقى محل جدل نظراً لتوازناتها الداخلية وحساسيتها حيال مثل هذه الملفات.

في المقابل، حذّرت أطراف سياسية تونسية من خطر الزج بالبلاد في صراعات المحاور الإقليمية، مع التأكيد على رفض استغلال الأراضي التونسية لصالح أي طرف إقليمي أو حركة سياسية غير تونسية.

بذلك، ما تزال الأخبار المتداولة بشأن انتقال قيادة حماس إلى تونس تراوح بين الإثارة الإعلامية وحسابات الأطراف الفاعلة إقليمياً، دون أي تأكيد رسمي، مما يفتح المجال أمام المزيد من التساؤلات حول خلفيات ومسارات هذه المزاعم وتأثيرها على الاستقرار الداخلي لتونس وعلاقاتها الدبلوماسية مع محيطها العربي والدولي.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *