محادثات حول إمكانيّة انتقال قادة حماس إلى المغرب بعد تصاعد الضغوط على قطر

أثار الهجوم الإسرائيلي الأخير الذي استهدف قيادات من حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة ردود فعل واسعة وأسئلة عديدة حول مستقبل تواجد قادة الحركة في الخارج، وتحديداً في ظل تزايد الضغوط الأمريكية والتهديدات العلنية التي طالت الدوحة.

في أعقاب الهجوم الذي أدى إلى وقوع ضحايا من الفلسطينيين وعناصر الأمن القطري، لوّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتهديدات صريحة ضد الدول التي تستضيف قادة الحركة، قائلًا في خطابه الأخير: “إما أن تطردوا الإرهابيين أو تتحملوا تداعيات وجودهم في أراضيكم”. وجاءت تصريحاته وسط تحركات دبلوماسية مكثفة من جانب الإدارة الأمريكية لمطالبة قطر بإعادة النظر في استضافتها لقيادات الصف الأول من حركة حماس.

ومع تصاعد الحديث عن إمكانية مغادرة بعض القادة للدوحة بحثًا عن وجهة بديلة، انتشرت تكهنات في وسائل إعلام مغربية ودولية بشأن احتمال انتقال قادة حماس إلى المملكة المغربية. غير أن محللين سياسيين أكدوا أن اتخاذ قرار كهذا ليس أمرًا يسيرًا أو آنيًا، بل يتطلب إجراء تقديرات أمنية وديبلوماسية دقيقة من أعلى سلطة في الدولة. ويبدو أن الرباط تراقب عن كثب مستجدات الأزمة وتأثيراتها الإقليمية، خاصة في ظل علاقاتها المتعددة مع الأطراف الدولية، وعضويتها في تحالفات استراتيجية مع الولايات المتحدة ودول أخرى.

وأفاد مختصون في الشأن السياسي بأن المغرب يتبع سياسة خارجية تتسم بالحذر والمرونة، ويركز حاليًا على قضايا داخلية وإقليمية أهمها تنظيم بطولات رياضية كبرى وإدارة ملفات دبلوماسية حساسة. من جانبهم، أشار خبراء أن احتضان المغرب لقادة حماس قد يسبب له تعقيدات إضافية على الصعيدين الأمني والسياسي، نظرًا لارتباط الحركة بقضايا ونزاعات إقليمية معقدة.

حتى اللحظة، لم تصدر عن السلطات المغربية إشارات رسمية حول دراسة استقبال أي من قادة الحركة، ما يعني أن الحديث عن استضافتهم يبقى في إطار الفرضيات الإعلامية، وسط متابعة دقيقة لتطورات الموقف على الساحة القطرية والدولية. ويبدو أن المرحلة القادمة ستشهد مزيدًا من المشاورات الحذرة على المستوى الإقليمي في ظل استمرار التوترات والتداعيات.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *