استجواب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي أمام الكونغرس وسط جدل سياسي متجدد
مثُل كاش باتيل، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI)، يوم الثلاثاء أمام لجنة القضاء في مجلس الشيوخ وسط موجة من الانتقادات الحادة التي وجهها له أعضاء من الحزب الديمقراطي. وشكك المشرعون في مدى نزاهته المهنية، متهمين إياه باتباع توجهات سياسية عند إدارة الملفات الحساسة للشرطة الفيدرالية الأمريكية.
تأتي هذه الجلسة في توقيت حساس بعد سلسلة من التصريحات والإجراءات المثيرة للجدل التي اتخذها باتيل، حيث قام مؤخراً بالإعلان عن احتجاز أحد المشتبه بهم في قضية أثارت الرأي العام، قبل أن يعود ليتراجع عن تصريحه بعد ساعات، الأمر الذي أسفر عن قلق وتساؤلات حول مدى دقة عمل المكتب في مثل هذه القضايا المهمة.
كما أشار بعض المراقبين إلى أن الاستجواب يأتي في خضم تداعيات قضية جيفري إبستين التي ما زالت تلقي بظلالها على الأوساط السياسية والإعلامية الأمريكية، وزادت من حدة الضغوط الواقعة على مدير FBI. ويرى محللون أن توقيت الجلسة وما صاحبه من نقد علني يُعبّر عن تزايد الانقسام داخل الكونغرس بشأن إدارة العدالة وملفات التحقيق الجنائي الحساسة في الولايات المتحدة.
وتزامن الاستجواب أيضاً مع استعدادات باتيل للمثول أمام لجنة أخرى في مجلس النواب، ما يدل على أن أسلوب إدارة مكتب التحقيقات الفيدرالي يخضع لمراقبة دقيقة من قبل السلطتين التشريعية والإعلامية على حد سواء.
ورغم دفاع باتيل عن سياسة المكتب وتأكيده التزامه بمعايير العدالة والمهنية، إلا أن أعضاء لجنة القضاء اعتبروا أن الأخطاء الأخيرة قد أثّرت على ثقة الجمهور بمؤسسة تعتبر من أهم الأجهزة الأمنية في البلاد.
ختاماً، يبقى مستقبل مدير FBI رهن ما ستكشف عنه التحقيقات القادمة وكيفية تعامله مع الانتقادات السياسية المتواصلة، في وقت تمر فيه الولايات المتحدة بمرحلة تشهد تجاذبات كبيرة حول دور ومسؤولية المؤسسات الأمنية الفيدرالية.