تونس أمام فرصة ذهبية لتعزيز صادرات زيت الزيتون وسط انخفاض الإنتاج الأوروبي

تشهد تونس حاليًا موسمًا واعدًا في إنتاج زيت الزيتون، ما يتيح للبلاد فرصة استراتيجية لتوسيع حضورها في الأسواق العالمية، وخصوصًا السوق الأوروبية التي تعاني نقصًا ملحوظًا في الإنتاج. وبحسب توقعات وزارة الفلاحة، يُقدّر إنتاج زيت الزيتون في تونس لعام 2025 بحوالي 340 ألف طن، يُخصص الجزء الأكبر منها، أي حوالي 300 ألف طن، للتصدير. وتأتي هذه المؤشرات الإيجابية بعدما استفادت بعض المناطق التونسية من تحسن كميات الأمطار خلال الشتاء والربيع الماضيين، ما ساهم في رفد أشجار الزيتون وتثبيت توقعات موسم جيد.

ورغم أن تونس تحتل حاليًا المرتبة الرابعة عالميًا في إنتاج زيت الزيتون، يرى خبراء القطاع أن تواتر الأزمات المناخية في دول البحر المتوسط الأخرى، ومنها إسبانيا وإيطاليا، ألقى بظلاله على حجم إنتاج هذه الدول، ما منح تونس فرصة لافتة لتعزيز مركزها التنافسي في السوق العالمية ولسد جزء من فجوة الطلب في أوروبا تحديدًا.

ويشير المهنيون إلى أن جودة زيت الزيتون التونسي من العوامل الجاذبة للمشترين الأوروبيين خلال هذه الفترة، خاصة في ظل ارتفاع الطلب على الزيوت عالية الجودة، وتزايد وعي المستهلك الأوروبي بأهمية المنتجات الصحية العضوية. وفي هذا السياق، تعمل شركات تصدير الزيت التونسي على تكثيف عملياتها لتلبية الاحتياجات الجديدة للسوق الأوروبية، مع التأكيد على المحافظة على المعايير الدولية للجودة واتباع المسارات المستدامة في الزراعة.

وتكتسب تونس بهذه الديناميكية أهمية متزايدة في سوق زيت الزيتون العالمية؛ إذ من المنتظر أن تساعد الكميات المصدرة في دعم رصيد العملة الصعبة للبلاد وتمتين مكانتها كشريك أساسي في السوق الدولية. ويدعو القائمون على القطاع إلى مواصلة الاستثمار في تحديث تقنيات العصر الزيتوني والعناية بجودة المنتج، لضمان استدامة هذه النجاحات وتعزيز تنافسية القطاع الزراعي الوطني على المدى الطويل.

في المحصلة، تجد تونس نفسها أمام فرصة تاريخية، حيث يتيح تقاطع الظروف المناخية الإيجابية وجهود المصدرين، مع تراجع الإنتاج لدى المنافسين الأوروبيين، إمكانية تحقيق قفزة نوعية في موقعها كلاعب محوري في تصدير زيت الزيتون إلى الأسواق الكبرى حول العالم.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *