استمرار ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في تونس وسط تحقيق القصابين لهوامش ربح مرتفعة

تتواصل وتيرة ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في السوق التونسية رغم التراجع المسجل مؤخراً في أسعار الأعلاف، وفق ما أكده لطفي الرياحي، رئيس المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك، خلال مداخلة هاتفية في برنامج إذاعي وطني اليوم الأربعاء.

وأشار الرياحي إلى أن أسعار لحم الخروف شهدت زيادات متتالية في الفترة الأخيرة، ما أثقل كاهل المستهلك التونسي، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد. وأوضح أن هامش الربح الذي يجنيه القصابون قد يصل إلى نحو 34 ديناراً عن كل كيلوغرام من لحم الخروف.

وأضاف رئيس المنظمة أن هذه الأرباح المرتفعة للقصابين تأتي في وقت شهدت فيه أسعار الأعلاف انخفاضاً واضحاً، مما كان يفترض أن ينعكس إيجابياً على أسعار بيع اللحوم للمواطن. إلا أن الأسعار واصلت صعودها دون مبرر اقتصادي واضح، وهو ما يثير تساؤلات حول تركيبة الأسعار وغياب شفافية في حلقات الإنتاج والتوزيع.

وأوضح الرياحي أن كلفة الكيلوغرام الواحد من لحم الخروف تشمل مصاريف شراء المواشي، الأعلاف، النقل، الأيدي العاملة والتبريد، إلا أن الفرق بين الكلفة وثمن البيع بالتفصيل بلغ مستويات مرتفعة، تُحقق من ورائها محلات القصابة مكاسب كبيرة لا تتناسب مع مجهوداتهم وتكاليفهم الحقيقية.

ودعا الرياحي إلى ضرورة تدخل السلطات المختصة لمراقبة مسالك توزيع اللحوم وتعزيز الرقابة على تحديد الأسعار، سعياً لتحقيق نوع من التوازن بين مصالح المنتجين، القصابين والمستهلك النهائي. كما شدد على أهمية التوعية بالدور الهام للمنظمة التونسية لإرشاد المستهلك في كشف هذه الاختلالات وحماية القدرة الشرائية للمواطنين.

وتبقى أسعار اللحوم الحمراء في تونس من بين القضايا الرئيسية التي تشغل الرأي العام، مع استمرار الجدل حول الأسباب الحقيقية لارتفاعها، وسط مطالب متزايدة بالشفافية والعدالة في الأسعار داخل السوق الوطنية.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *