تحقيق رسمي فرنسي حول حادث طائرتي إيرباص في مطار نيس: مسؤولية الطيار قيد الدراسة
فتح مكتب التحقيق والتحليل لسلامة الطيران المدني في فرنسا (BEA) تحقيقًا رسميًا عقب حادث اقتراب خطير بين طائرتين من طراز “إيرباص A320″، وقع مساء الأحد في مطار نيس الدولي جنوب فرنسا. وصنّف المكتب هذا الحادث ضمن “الحوادث الخطيرة”، مشددًا على أهمية تحديد جميع الملابسات المرتبطة بما حدث.
وتفيد المعلومات المتوفرة بأن طائرة تابعة لشركة Nouvelair التونسية كانت قد حصلت على ترخيص للهبوط على المدرج رقم 04L، فيما كانت طائرة أخرى تابعة لشركة EasyJet البريطانية متواجدة أيضًا في محيط المطار في نفس التوقيت. أدى ذلك إلى اقتراب غير مألوف بين الطائرتين، لدرجة اعتُبر معها الحدث تهديدًا خطيرًا لسلامة الطيران.
وأكدت مصادر من سلطات مطار نيس أن الطيارين تلقوا تعليمات واضحة، إلا أن التحقيقات الجارية تنظر الآن في مدى التزام كل طاقم بالتوجيهات، خصوصًا وأن بعض الشهادات الصحفية أفادت بإمكانية وجود خطأ في تنفيذ إجراءات الهبوط. ووفقًا لما أعلنه مكتب BEA، فإن تقارير أولية تشير إلى أن العارض مرتبط بالتنسيق بين الطواقم الجوية وبرج المراقبة، ويتم حاليًا فحص جميع التسجيلات الصوتية وبيانات الطيران لمعرفة مصدر الخلل بدقة.
يذكر أن الحادث استدعى أيضاً فتح تحقيق قضائي موازٍ من قبل النيابة الفرنسية، فيما أكدت شركة Nouvelair حرصها على سلامة المسافرين وتعاونها الكامل مع التحقيقات الجارية، مطالبة بعدم إصدار أي أحكام مسبقة حتى انتهاء مراجعة كل الوقائع.
هذا الحادث أعاد الجدل في وسائل الإعلام الفرنسية بشأن إجراءات الأمان في المطارات الكبيرة ودور الطواقم الجوية في ضمان تفادي الأخطاء خلال اللحظات الحرجة مثل الهبوط والدخول إلى المدارج. ولا تزال القضية مفتوحة، فيما ينتظر الرأي العام نتائج التحقيقات لتحديد المسؤوليات بشكل نهائي واتخاذ الإجراءات اللازمة لتعزيز سلامة الملاحة الجوية.