إعلام إسرائيلي يدعي وجود وثائق تربط قيادات حماس بـ”أسطول الصمود” قبيل وصوله لغزة

أثارت تقارير إعلامية إسرائيلية موجة جدل واسعة بعد كشفها عن ما وُصف بأنه وثائق رسمية منسوبة لحركة حماس، زُعم العثور عليها داخل قطاع غزة، وذلك بالتزامن مع اقتراب “أسطول الصمود” العالمي من السواحل الفلسطينية. وأشارت تلك التقارير إلى أن الوثائق تتضمن معطيات حول تنسيق مزعوم بين قيادة حماس وشخصيات معروفة مرتبطة بالإشراف على عملية الأسطول الإنساني المتجه إلى غزة في محاولة لكسر الحصار المفروض على القطاع.

وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، تُكشف هذه الوثائق للمرة الأولى وتُظهر – حسب مزاعمها – علاقة مباشرة بين حماس والجهات المشرفة على تمويل وتنفيذ رحلات “أسطول الصمود” نحو قطاع غزة. وتدعي المصادر الإسرائيلية أن محتوى الوثائق يشير إلى دعم مالي ولوجستي قدمته حماس لعناصر مشاركة في تلك الرحلات.

في المقابل، لم تقدم التقارير أدلة دامغة تدعم صحة هذه الادعاءات، وسط تشكيك أوساط فلسطينية وحقوقية معتبرة أن هذه المزاعم تندرج في إطار حرب إعلامية تستهدف شرعية النشاطات الإنسانية المتجهة للقطاع. ويأتي نشر هذه الوثائق – حسب متابعين – في توقيت حساس مع تصاعد الاستعدادات لوصول “أسطول الصمود” المحمل بمساعدات إنسانية إلى مشارف غزة، في ظل تحذيرات إسرائيلية متواصلة من السماح للأسطول بكسر الحصار.

وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية قد أعلنت في بيان لها أن هذه الوثائق المزعومة تظهر ارتباطاً مباشراً بين الحركة والقائمين على الأسطول، زاعمة أن مساعي الدعم اللوجستي والمالي لم تكن بعيدة عن قيادة حماس، لكنها لم تنشر حتى الآن تفاصيل دقيقة حول هذه المستندات، الأمر الذي أثار تساؤلات حول مصداقيتها.

وتواجه إسرائيل انتقادات دولية متصاعدة بسبب استمرار الحصار البحري والبري على قطاع غزة، وتعكس هذه التطورات مخاوف تل أبيب من أن تؤدي حملات الدعم الدولي مثل رحلات “أسطول الصمود” إلى تحركات سياسية أو شعبية مناهضة لإجراءات الاحتلال. في الوقت ذاته، يتخوف مراقبون حقوقيون من استغلال هذه المزاعم لتبرير تدخل عسكري أو إجراءات عقابية جديدة بحق الجهات المشاركة في قوافل الإغاثة الإنسانية القادمة إلى غزة.

وتجدر الإشارة إلى أن “أسطول الصمود” يضم عدداً من القوارب التي تحمل نشطاء ومساعدات إنسانية نحو غزة، ضمن جهود دولية مستمرة لإبراز معاناة سكان القطاع وكسر الحصار المفروض عليهم منذ سنوات. وبينما تتوالى التصريحات الرسمية الإسرائيلية محذّرة من السماح للأسطول بالوصول إلى شواطئ غزة، يؤكد منظمو الرحلة أن هدفهم إنساني بحت ولا ينطوي على أي دعم لأطراف سياسية، مشددين على أن حملتهم تركز فقط على التضامن مع الشعب الفلسطيني وحقه في العيش بحرية وكرامة.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *